بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي – جهة الشمال/ الريف

بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي – جهة الشمال/ الريف




أصدر المكتب الجهوي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الشمال/الريف بيانا موجهًا إلى الرأي العام الوطني، يوم السبت 25 أكتوبر الجاري، جاء فيه:

شهد وطننا في الأسابيع الأخيرة موجة جديدة من النهوض الشعبي يقودها جيل “ز”، هذا الجيل الذي خرج إلى الشوارع بوعي جماعي متقدم، وبعفوية نضالية نابعة من عمق المعاناة اليومية لجماهير شعبنا. خرج الشباب، أبناء الطبقات الكادحة والمهمشة، ليعلنوا بصوت واحد رفضهم لسياسات الإفقار الممنهج، ونهب الثروات، وتدهور التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، ليطالبوا بحقهم في وطن يضمن لهم الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
إن ما نشهده اليوم من احتجاجات سلمية متصاعدة ليس حدثا عابرا، بل هو تعبير صادق عن وعي اجتماعي جديد يتبلور من تحت، خارج وصاية الأحزاب المندمجة في النظام وخارج حسابات النخب المصلحية التي فقدت صلتها بالواقع الشعبي.

غير أن السلطة، كعادتها، لم تتردد في مواجهة هذا الحراك بالحديد والنار، فأطلقت العنان لأجهزتها البوليسية لمطاردة الشباب واعتقالهم، وأغرقت المدن في مناخ من الترهيب والعسكرة. وبدلا من فتح حوار جاد مع المحتجين حول مطالبهم المشروعة، اختار النظام أن يواصل سياسة القمع والتشويه والتخوين، في محاولة فاشلة لإخماد الغضب الشعبي الذي تغذيه عقود من الظلم الاجتماعي والتفاوت الطبقي الفاحش.

إن حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الشمال/الريف، وهو يتابع بقلق بالغ ما تتعرض له الجماهير من قمع وتضييق، يعلن مشاركته وتضامنه الكامل مع الشباب المنتفض في كل مناطق البلاد، ويؤكد أن نضالات جيل “ز” ليست سوى استمرارا موضوعيا للمعركة التاريخية التي تخوضها الطبقات الشعبية ضد الاستبداد والريع، وضد السياسات النيوليبرالية التي جعلت من المغرب مزرعة مفتوحة لرأس المال المتوحش وللوبيات النهب والتبعية.

إننا في حزب النهج الديمقراطي العمالي نعتبر أن الحل الحقيقي لا يكمن في الوعود الزائفة ولا في إجراءات ترقيعية لتسكين الغضب الشعبي، بل في القطع الجذري مع نظام الاستبداد وبناء سلطة شعبية ديمقراطية، تستند إلى إرادة العمال والفلاحين والمهمشين، وتعيد توزيع الثروة بما يخدم مصالح الأغلبية الكادحة لا مصالح فئة طفيلية راكمت ثرواتها من عرق ودم هذا الشعب.

كما ندين بشدة حملات التشويه التي تستهدف الحراك الشعبي ومحاولات اختراقه من طرف أجهزة النظام وأذرعه الإعلامية، التي تعمل على نشر الإشاعات وبث الانقسام وسط صفوف الشباب لإضعاف وحدتهم وعزلهم عن الجماهير. إن هذه الأساليب لن تنطلي على جيل واع أدرك أن معركته ليست مع فئة أو جهة محددة، بل مع نظام كامل قائم على الاستغلال والاستبداد،
وبناءً على ذلك، يعلن المكتب الجهوي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الشمال / الريف ما يلي:

1. يجدد تضامنه المبدئي واللامشروط مع الحراك الشعبي لجيل “ز”، ويدعو كافة القوى الديمقراطية والتقدمية إلى الانخراط الوحدوي في دعمه والدفاع عن حقه في الاحتجاج والتعبير الحر.

2. يطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم معتقلو الحراك الشبابي، وإيقاف كل المتابعات الصورية التي تهدف إلى كسر إرادة الشباب المناضل.

3. يدين القمع البوليسي الوحشي الذي طال الوقفات والمسيرات السلمية، ويحمل الدولة كامل المسؤولية عن الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها في حق المحتجين.

4. يؤكد أن المطالب الاجتماعية المشروعة للحراك – من صحة وتعليم وشغل وكرامة – هي ذاتها مطالب الشعب المغربي قاطبة، ولن يتحقق أي منها دون إسقاط نظام الريع والفساد والاستبداد وبناء ديمقراطية حقيقية.

5. يدعو إلى بناء جبهة ميدانية موحدة للنضال الشعبي تضم القوى اليسارية والنقابية والجمعوية والشبابية، لمواجهة القمع وسياسات التفقير، ولفتح أفق التغيير الجذري نحو مجتمع العدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية بين جميع المواطنات والمواطنين.

إن حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الشمال/ الريف يعتبر أن نضالات جيل “ز” هي لحظة تاريخية فارقة في مسار النهوض الشعبي، تؤكد أن روح المقاومة لم تمت، وأن جذوة الوعي لم تنطفئ، وأن الأمل في بناء مغرب العمال والفلاحين لا يزال ممكناً ما دامت هناك جماهير تقاوم وتقول “لا” في وجه الظلم.

عاشت نضالات الشعب المغربي.
الحرية لكل المعتقلين السياسيين.
المجد للشباب المناضل، والهزيمة لكل أدوات القمع والاستبداد.
المكتب الجهوي