كلمة الميدان: ما بعد مجزرة الفاشر

كلمة الميدان: ما بعد مجزرة الفاشر




كلمة الميدان: ما بعد مجزرة الفاشر

تنطلق الآن المزيد من الدعوات، والتحريض، على فتح معسكرات التدريب، والإستنفار، من أجل تسعير إوار الحرب الجحيمية، دون أن يعي هؤلاء المسعرين لها دروس الفاشر وغيرها المريرة…

لو أستجاب طرفي النزاع لدعوات وقف إطلاق النار والهدنة إنسانية قبل إجتياح الفاشر من قبل مليشيا الدعم السريع لما وجدت هذه المجزرة المروعة.

ولكن الطرفين وبلا إستثناء رفضا أي وقف لإطلاق النار، وها هي النتيجة رأيناها بالعين المجردة.

تحاول مليشيا الجنجويد، ومعها حلفائها التبروء والتبرير، ونفي أن المجازر والإنتهاكات هي أعمال مؤسسية، وسلوك مستقر لهذه القوات…

وعبر تمثيليات لا تنطلي على أحد، تلصق تلك الجرائم بأفراد وزمر، ويلقي القبض عليهم، وتصدر عن المليشيا وحلفائها بيانات وخطب لزر الرماد في العيون، ويتم الإعلان عن تشكيل لجان تحقيق وعن تخفيض للوجود العسكري في الفاشر…إلخ

إن قيادة مليشيا الدعم السريع مسؤولة عن كل جريمة حرب وعن كل إنتهاك وفقاً للقانون بلا أدنى شك، ليس هي فقط بل ومعها حلفائها في “تأسيس” والنخبة التي تبوأت المناصب في تلك الحكومة الغير معترف بها من أحد… كلهم شركاء في كل جرائم الحرب بلا إستثناء.

إن الحرب تتطور يوماً بعد يوم، بمتوالية دموية رهيبة، وبؤر الحرب تنتقل من مكان إلى آخر، حتى لا يمكن الزعم الآن بوجود مناطق آمنة؛ دون أن تعي القوى المتصارعة، وبشكل جلي، ألا منتصر بينهم، وأن تداعيات الحرب وسيرورتها لا يمكن التحكم فيها أو التنبوء بها.
أعادت مأساة الفاشر الحرب في السودان إلى صدارة المشهد العالمي، ويا للأسف.
ومع ذلك، ما زالت مأساة شعبنا مطروحة على مائدة اللئام!.

إن الجهد الدولي (رباعية… إتحاد أفريقي… ألخ) متعثر أمام تعنت طرفي الحرب، وأمام أن لبعض أطراف هذا الجهد الدولي مصالح وأجندة وتحالفات متناقضة في الخريطة السودانية…

لكن، ومع ذلك، بدأت حملات تضامن شعبي في كل أنحاء العالم، نثمنها كثيراً، ونعلم أهميتها، ونأمل في تجويد تنظيمها وشمولها…
لكن الأساسي، والمقدم لدينا، إستنهاض حركة مقاومة جماهير شعبنا من أجل وقف الحرب. رفضاً لأجندة أطرافها وحلفائهم في الخارج.

إن نضالات شعبنا وصموده هو ما نعول عليه، وذلك هو الواجب الأساسي الذي تُكرس له جهودنا وجهود كل القوى الوطنية في بلادنا.

..الميدان 4385،، الأحد 02 نوفمبر 2025م.