احتجاجا على استمرار آثار وعد بلفور المشؤوم الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تراسل حكومة بريطانيا
الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
السكرتارية الوطنية
الرباط، في 2 نونبر 2025
رسالة مفتوحة إلى حكومة المملكة المتحدة،
عبر سفارتها بالرباط
الموضوع: احتجاج على استمرار آثار وعد بلفور المشؤوم وتواطؤ بريطانيا التاريخي والمستمر مع الاحتلال الصهيوني،
تحية وبعد،
باسم الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، نتوجه إليكم بهذه الرسالة في الذكرى الثامنة بعد المائة لوعد بلفور المشؤوم، الذي مثّل جريمة سياسية وأخلاقية كبرى في حق الشعب الفلسطيني، ووصمة عار في جبين التاريخ الإنساني. ففي الثاني من نونبر سنة 1917، منحت حكومتكم وعدا ظالما لمن لا يملك على حساب أصحاب الأرض الشرعيين، واضعة بذلك الأساس التبريري الذي مهد لقيام كيان استعماري إستطاني على أنقاض وطن شعب أصيل تم طرده وتشريده عن أرضه ومقدساته.
لقد كان وعد بلفور بداية مأساة لم تنته، إذ فتح الباب أمام استعمار استيطاني دموي أفرز نكبة 1948، ثم احتلال ونكسة 1967، وما تلاهما من جرائم قتل وتهجير وتطهير عرقي. واليوم، بعد مرور أكثر من قرن، لا تزال فلسطين تنزف ولا يزال الشعب الفلسطيني يُقتل ويحاصر وتُدمّر مدنه، بينما يستمر صمت المجتمع الدولي، وتستمر بريطانيا – التي كانت أصل الجريمة – في التنصل من مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية والقانونية.
وإلى جانب ذلك، فإننا في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع نسجل بأسف بالغ التناقض الفاضح في مواقف الحكومة البريطانية الحالية، التي أعلنت مؤخرا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، وهو موقف إيجابي في ظاهره، لكنه يفقد كل مصداقيته حين نرى أنها تواصل دعم الكيان الصهيوني بالسلاح والمعدات العسكرية التي تُستخدم في قتل المدنيين الفلسطينيين وتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس والمنازل فوق رؤوس الأبرياء وغير ذلك من الجرائم الفظيعة. إن استمرار تصدير السلاح إلى جيش الاحتلال هو تواطؤ مباشر في جرائم الحرب، ويجعل بريطانيا شريكة في المذبحة المستمرة بحق شعب أعزل.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل شهدنا – بأسف وقلق عميق – قمع السلطات البريطانية للتظاهرات السلمية التي خرجت تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفضا للمجازر التي ترتكبها آلة الاحتلال في حقه؛ وتابعت الجبهة مشاهد الاعتقالات والتضييق على الأصوات المناصرة لفلسطين داخل بريطانيا، وهو ما يمثل انتهاكا صارخا لحرية التعبير والتجمع، ويتنافى مع القيم الديمقراطية التي تتغنّى بها الحكومة البريطانية في خطابها السياسي.
إن الموقف البريطاني الراهن، بما يحمله من ازدواجية، يعمّق الجرح الفلسطيني بدل أن يسهم في تضميده. فكيف لحكومة تعلن اعترافها بدولة فلسطين أن تساند عمليا الطرف الذي يحتلها ويقصفها ويقتل أبناءها؟ وكيف لمن كان سببا في المأساة أن يتهرب اليوم من واجب تصحيحها؟
بناء على ذلك، تطالب الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع الحكومة البريطانية بما يلي:
1. تقديم اعتذار رسمي وصريح للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور وما نجم عنه من كوارث إنسانية وتاريخية.
2. تحمل الحكومة البريطانية المسؤولية الكاملة عن دعم المشروع الص$هيوني منذ نشأته، وذلك عبر الاعتراف بدورها في زرع كيان استعماري استطاني بفلسطين، وضرورة اتخادها إجراءات ملموسة لتصحيح هذا الخطأ التاريخي من خلال دعم حق عودة اللاجئين إلى ديارهم، وانهاء الاحتلال وتعويض الشعب الفلسطيني عن الأضرار التي لحقت به منذ 1917.
3. الوقف الفوري لتصدير السلاح والعتاد العسكري لجيش الاحتلال، وكل أشكال التعاون الأمني والعسكري مع الكيان العنصري.
4. احترام حق الشعب البريطاني في التعبير عن تضامنه مع فلسطين، ووقف ممارسات القمع والتضييق على المتظاهرين المؤيدين للحق الفلسطيني.
5. ترجمة الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى خطوات ملموسة، عبر دعم القرارات الدولية الداعية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
ختاما، إن الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وهي تعبّر عن ضمير الشعب المغربي الحر، تراسلكم كل سنة من أجل تذكيركم بهذه الجريمة التاريخية المستمرة، وتؤكد أن وعد بلفور لن يُنسى، وأن التاريخ لن يغفر لبريطانيا مسؤوليتها عن جريمة القرن وما تلاها من دعم متواصل للمحتل. وستظل الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومعها كل القوى الحية في المغرب والعالم ترفع الصوت عاليا من أجل إنهاء الاحتلال، وعودة اللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
عن الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
المنسق الوطني: محمد الغفري

