الكوارث الطبيعية تفضح الشعارات الزائفة للنظام المخزني حول الدولة الاجتماعية والتنمية البشرية والمغرب الصاعد

الكوارث الطبيعية تفضح الشعارات الزائفة للنظام المخزني حول الدولة الاجتماعية والتنمية البشرية والمغرب الصاعد




بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي

الكوارث الطبيعية تفضح الشعارات الزائفة للنظام المخزني حول الدولة الاجتماعية والتنمية البشرية والمغرب الصاعد.

يتابع المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بالحزن والألم الممزوجين بالغضب الشديد الفواجع المروّعة التي شهدتها بلادنا خلال الأيام القليلة الماضية، والتي أسفرت عن العشرات من الضحايا في صفوف المواطنات والمواطنين، إضافة إلى تشريد الكثير منهم وفقدان ممتلكاتهم من جراء الكوارث الطبيعية بكلٍّ من آسفي والراشيدية، وكذا انهيار عمارتين بمدينة فاس.

ورغم اختلاف هذه الأحداث في المكان والزمان، فإن القاسم المشترك بينها هو كونها نتيجة منطقية للسياسات الطبقية اللاشعبية السائدة وللفساد البنيوي المستشري في دواليب الدولة المخزنية.

لقد استفاق الشعب المغربي يوم الأحد 14 دجنبر على هول فاجعة فيضانات مدينة أسفي التي راح ضحيتها عشرات المواطنات والمواطنين بالمدينة العتيقة لآسفي (أزيد من 37 حالة وفاة لحد الآن)، بالإضافة إلى العشرات من المصابين والجرحى، ناهيك عن الخسائر المادية المهولة التي طالت السلع والمحلات التجارية على الخصوص، والتي تشكّل مصدر عيش عدد كبير من الأسر، وكذا المباني السكنية، بسبب انجراف السيول، خاصة بالمنطقة المحاذية لـ«واد الشعبة»، في ظل الافتقار للبنيات التحتية الضرورية وتهالكها معظمها.

وبالراشيدية، تجرّعت ساكنة الجرف معاناة الفيضانات التي اجتاحت قصر المنقارة يوم السبت 13 دجنبر، وأدت إلى هدم العديد من المباني والمنازل مما اضطر السكان إلى مغادرة منازلهم في ظل غياب مراكز إيواء للمتضررين، ليجدوا أنفسهم عرضة لمعاناة قاسية وصادمة.

وقبل ذلك، شهدت مدينة فاس انهيار عمارتين سكنيتين مما خلّف أزيد من 20 حالة وفاة والعديد من الجرحى.

ويأتي كل هذا في الوقت الذي يستعد فيه المغرب لاحتضان تظاهرة رياضية كبرى، هي كأس إفريقيا، وما يترتب عنها من تبديد وهدر للمال العام، ومن رهانات اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية، سيتحمّل تبعاتها الشعب المغربي.

وبناء على ما سبق فإن المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي:

1- يتقدّم بأحرّ التعازي والمواساة لأسر شهداء وشهيدات هذه الكوارث، ضحايا الفساد والتهميش والإهمال وسوء التدبير، ويتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
2- يحمل النظام المخزني ومؤسساته المسؤولية الكاملة عن الكوارث والفواجع المتتالية التي تصيب الشعب المغربي بسبب سياساته الطبقية النيوليبرالية الموجهة أساسا لخدمة الرأسماليين، والتي تعمق معاناة الفقراء والفئات الشعبية والمناطق المهمشة وتحرمهم من شروط العيش الكريم في الشغل والصحة والتعليم والسكن اللائق والتجهيزات الأساسية في الوقت الذي يتم فيه نهب أموال الشعب وصرف الملايير منها في مشاريع ليست ذات أولية لا تستفيد منها سوى البرجوازية الاحتكارية والمافيا المخزنية مثل التجهيزات الرياضية لاحتضان كأس إفريقيا وكأس العالم.
3- يدعو إلى بناء وتقوية التنظيمات الذاتية للجماهير الشعبية المتضررة من الفساد والاستبداد، للتصدي للخيارات التصفوية التي تستهدف مصالح وطموحات الشعب المغربي.
4- يستنكر بشدة التعتيم الإعلامي الرسمي حول هذه الكوارث المميتة ومحاولات الالتفاف عن مسبباتها الحقيقية والمسؤولين عنها ويطالب بفتح تحقيق نزيه ومستقل ومحاسبة كل المسؤولين عن هذه الفاجعة الأليمة.
5- يطالب بإعلان جميع المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية مناطق منكوبة، مع توفير كل المقومات التي تستجيب لذلك.
6- يشيد بالتضامن الشعبي والشبابي الواسع والشجاع، مع تسجيل الغياب الواضح لمؤسسات النظام القائم عن عمليات الإنقاذ، وهو ما يعيد إلى الأذهان ضحايا زلزال الحوز لسنة 2023 الذين ما زال العديد منهم يسكنون في خيام بلاستيكية، وضحايا فيضانات الجنوب الشرقي لسنة 2024، ويؤكد زيف شعارات الدولة الاجتماعية والتنمية البشرية المزعومة.
7- يدعو كل القوى اليسارية والديمقراطية والحية إلى توحيد الصفوف وخوص النضال المشترك للدفاع عن مصالح وحقوق الشعب المغربي في العيش الكريم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومواجهة كافة أشكال الاستبداد والفساد والتهميش.

عن المكتب السياسي
في 15 دجنبر 2025