ضرورة وحدة الطبقة العاملة والشعوب لمواجهة الرأسمالية..
افتتاحية: ضرورة وحدة الطبقة العاملة والشعوب لمواجهة الرأسمالية المتوحشة
تحاول الأنظمة الرأسمالية أن توهم شعوبها بأن ما تعيشه من أزمات اقتصادية واجتماعية كارثية هو ناتج عن وباء کوفید19. وتهدف من وراء ذلك من جهة إلى طمس حقيقة مسؤوليتها عن الأزمة وتداعياتها وعجزها عن مواجهتها ومن جهة أخرى إلى تهيئ هذه الشعوب نفسيا وذهنيا لتقبل الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي ستتخذها هذه الأنظمة للخروج من الأزمة حتى ولو كانت على حساب مكتسباتها وحقوقها.
والحقيقة التي تحاول الرأسمالية إخفاءها هي أن أزماتها ليست ظرفية بل بنيوية مرتبطة بنمط الإنتاج الرأسمالي كنظام طفيلي يقوم على الملكية الخاصة الوسائل الإنتاج مما يجعل هدفه هو تحقيق الأرباح وهو المنطق المتحكم فيه. ولا يمكن له تحقيق هذه الأرباح إلا بالاستغلال المكثف للطبقة العاملة والشعوب ونهب ثرواتها وتدمير الطبيعة وإثارة الحروب والصراعات الدينية والطائفية والعرقية…
فالأزمة الحالية إذن ليس وليدة كوفيد-19 بل سابقة عنه. ولم يقم هذا الفيروس سوى بتعميقها وتوسيعها. فمنذ 2008 انفجرت الأزمة الجديدة للنظام الرأسمالي والتي لازالت مستمرة لحد الآن. وتؤكد كل المؤشرات أنها ستطول وستتعمق أكثر بالنظر للتداعيات الكبيرة للفيروس على الاقتصاد الرأسمالي حيث الكساد المهول وانهيار الإنتاج وإفلاس الآلاف من المقاولات وانهيار أسعار السلع والأسهم في البورصات والتوقف شبه الكامل للمواصلات والنقل الجوي والبحري والبري بسبب إغلاق الحدود والمطارات والموانئ
وعليه فان ما ينتظر الطبقة العاملة وشعوب العالم سيكون أصعب من أي وقت مضى لان كل الوقائع الحالية تدل على أن الأنظمة الرأسمالية سواء في البلدان المتقدمة أو في البلدان التابعة ستحملها تبعات الأزمة عبر تعميق السياسات النيوليبرالية المتوحشة بتوجيه المزيد من الأموال العمومية إلى الشركات والمؤسسات الرأسمالية لإنقاذها من الإفلاس وإعادة عجلة الاقتصاد إلى الحركة مما سيؤدي المزيد من الهجوم على الخدمات العمومية
في الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والتوظيف …. وعبر المزيد من استغلال الطبقة العاملة وضرب مكتسباتها كخفض الأجور وساعات العمل ومنع الحريات النقابية … والمزيد من نهب واستنزاف ثروات الشعوب في ظل سيطرة وتسلط الأنظمة الاستبدادية العميلة للرأسمالية في البلدان التابعة.
وإذا أرادت الطبقة العاملة والشعوب تجنب هذا السيناريو الكارثي فلابد لها من توحيد نضالاتها في أوسع جبهة سياسية واجتماعية ضد الرأسمالية والامبريالية ومن أن تبني وتقوي أدوات نضالها السياسي والنقابي والاجتماعي على المستوى الوطني وفي هذا السياق يجب أن تتحمل القوي الماركسية مسؤوليتها التاريخية في بناء أحزاب الطبقة العاملة وعموم الكادحين وتوحيدها عالميا في جبهة ماركسية كشرط لدحر النظام الرأسمالي والإلقاء به في مزبلة التاريخ.