بيان فرع النهج الديمقراطي بأكادير
بيان
النهج الديمقراطي – فرع اكادير-
اجتمعت الكتابة المحلية للنهج الديمقراطي بفرع اكادير وذلك يوم 24 / 05 /2020، وبعد التداول في النقاط المدرجة بجدول أعمال الاجتماع أصدرت الكتابة البيان التالي:
يسجل فرع النهج الديمقراطي بأكادير أن العالم يمر اليوم بأزمة صحية قوية جراء فيروس كوفيد-19. إنها أزمة غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية وقد ترتب عنها تفاقم لآثار الأزمة المالية لسنة 2008 التي عاني منها النظام النيوليبرالية المعولم لسنوات. بسبب هذه الأزمة، وبكل دول العالم الرأسمالي، قامت الحكومات بتقديم كل أشكال الدعم للشركات وللباطرونا بمبررات إيديولوجية فاضحة من قبيل صيانة الاقتصاديات الوطنية والوحدة والتضامن الوطنيين. في المقابل تمت التضحية بالشعوب وبالطبقات الشعبية وفي مقدمتها العاملات والعمال وكل الكادحات فتم تقديمهم قربانا لمواجهة الجائحة وصونا لأرباح الباطرونا والشركات العملاقة.
إذا كان هذا هو الحال على المستوى العالمي وكذا على مستوى كل دولة على حدة، فالأمر لا يختلف كثيرا على المستوى المحلي والجهوي بسوس. فقد لاحظنا انه طيلة الحجر الصحي لم يتوقف تشغيل واستغلال العاملات والعمال، محليا وجهويا، وفي ظروف لا إنسانية تنعدم فيها شروط الأمن والسلامة الصحية بحيث سجلنا أن:
– بعض معامل السردين بأنزا تشغل يد عاملة مكونة أساسا من النساء خارج أي تعاقد فيما بين العاملات والباطرونا وفي حرمان تام من كل الحقوق التي تضمنها مدونة الشغل،
– يتم تشغيل العاملات والعمال في ظروف لا تتوفر فيها شروط السلامة الصحية بحيث يكتفي المسئولون بالشركات بتوفير ماء جفيل لغسل الأيدي للعاملات والعمال ويتم إرغام الجميع على شراء الكمامات من ماله الخاص،
– لا يتورع الباطرون من استغلال هؤلاء العمال لساعات تصل أحيانا 16 ساعة يوميا وفي نفس الوقت يقتطع من أجورهم بدون موجب حق أو يعطل أداء هذه الأجور في وقتها ما يزيد من معاناة العمال والعاملات،
– نظرا لحرمان هؤلاء العمال من حقوقهم المنصوص عليها في القوانين الجاري بها العمل، من قبيل التصريح بهم لذا الضمان الاجتماعي، فقد حرموا في نفس الوقت من الاستفادة من الإعانة المقدم في إطار صندوق كورونا،
– عدد كبير من اسر العاملات والعمال محليا وجهويا تم إقصائهن من الاستفادة من “القفة” المقدمة في إطار دعم رمضان ذلك لأن هذا الدعم تم توظيفه سياسيا فوزع على الأقربين والموالين في إطار دعاية سياسية سابقة لأوانها،
أما بحي تسيلا، اكادير-الدشيرة، فمند مدة والعمال يقومون بإضرابات واعتصاما، كان أخرها الاعتصام الذي قام به العمال ليلة عيد الفطر الأخير وترجع دواعي هذه النضالات العمالية بشركة الولاف للبناء إلى:
– تملص الباطرون من أداء الأجور للعمال، وقد تم حرمانهم أيضا وفي نفس الوقت من الدعم المقدم في إطار صندوق كورونا،
– تهديد المكتب النقابي بحيث تمت مراسلته بإيعاز من الباطرون عن طريق القضاء قصد إرغامه بالالتحاق بالعمل وهو في إضراب وهذا يشكل استقواء بالقضاء وتهديد للعمال وممثليهم النقابيين،
– في لقاء جمع باطرون هذه الشركة بممثلي العمال بالمديرية الجهوية للشغل صرح مالك الشركة متحديا انه لن يسوي متأخرات الأجور إلا ل 6% من العمال مدعيا أن لديه عجز مالي كبير.
اما بخصوص ما سمي بالتعليم عن بعد، فان النهج الديمقراطي يسجل الملاحظات التالية:
إن تبني التعليم عن بعد من طرف الوزارة المعنية تم بكيفية ارتجالية بحيث لم يتم توفير اللوازم والتجهيزات الضرورية لإنجاح مثل هذه العملية، كما لم يتم تكوين الأطر التعليمية للقيام بهذا العمل ولا إعداد التلاميذ لتلقي الدروس. لهذه الأسباب كلها أتت النتائج معاكسة للأهداف المتوخاة بحيث لم يستفد من هذه الدروس إلا فئة قليلة من التلاميذ وإن بشكل متباين وهي الفئة التي تسكن بالحواضر وتتوفر لديها الإمكانيات. نظرا لكل هذه الاعتبارات فإننا في النهج الديمقراطي باكادير نعتبر أن التعليم عن بعد بالشكل الذي تم به هو تكريس للفواق وتعميقها فيما يتعلق بتعليم /تعلم التلاميذ والطلبة.
في الأخير نود أن نتمن الجهود الجبارة التي يقوم بها رفاقنا بالنهج الديمقراطي في الأجهزة القيادية وبالقواعد من اجل الإعداد لمؤتمرنا الوطني القادم وانخراطهم بوعي وتفان في كل الجبهات النضالية إلى جانب العاملات والعمال وعموم الطبقات الشعبية في ظل الأزمة الاقتصادية والصحية التي الحالية.
لن يفوتنا بنفس المناسبة أن ندين كل محاولات الإجهاز على الحريات وخنق الأنفاس وأن نطالب بإطلاق صراح جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي وعلى رأسهم معتقلي حراك الريف. كما أن نعلن أيضا عن تضامن مع الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال الصهيوني وأن ندين كل محاولات التطبيع من طرف الرجعية المحلية والعربية.
النهج الديمقراطي –فرع اكادير-
الكتابة المحلية