فهم الماركسية ارتكازا إلى الطرح اللينيني
يرتكز فهمنا للماركسية إلى ما طرحه لينين:
“إننا لا نعتبر نظرية ماركس كشيء كامل ” Achevé ” ومقدس، بل على العكس نحن مقتنعون أن ماركس وضع فقط أحجار الزاوية للعلم الذي يجب على الاشتراكيين ان يقدموه في كل الاتجاهات حتى لا يتأخروا عن تطور الحياة.
إننا نعتقد أن الاشتراكيين الروس يجب، بكل تأكيد أن يطوروا بأنفسهم نظرية ماركس لان هذه الأخيرة لا تدل سوى على مبادئ موجهة عامة تنطبق بشكل مختلف في كل حالة خاصة، في انجلترا بشكل مختلف عن فرنسا، وفي فرنسا بشكل مختلف عن ألمانيا، وفي هذه الأخيرة بشكل مختلف عن روسيا(1).
فما هي أحجار الزاوية هاته؟:
ويعمل منظرو ألبرجوازية، بشكل سافر، ومنظرو القوى الاشتراكية-الديمقراطية، أحيانا باسم تطوير الماركسية وارتكازا على الفكر الاصلاحي وفكر ما بعد الحداثة وما بعد الماركسية، على تدمير أحجار الزاوية هته من خلال:
-نفي أنه، منذ ظهور المجتمعات الطبقية، ومحرك تاريخ فيها هو الصراع الطبقي بين الطبقتين الأساسيتين في نمط الانتاج السائد( العبد ضد السيد في المجتمع العبودي، القن ضد الفيودالي في نمط االفيودالي و العامل ضد البرجوازي في نمط الانتاج الرأسمالي). وبالتالي نفي أن التاريخ يخضع لقوانين موضوعية تشق طريقها عبر العديد من الصدف وبواسطة الصراع الطبقي الذي قد يتغطى بلبوسات أيدولوجية مختلفة.
-نفي دور الطبقة العاملة الحاسم ، باعتبارها الطبقة النقيض للرأسمالية، في الصراع الطبقي ضدها، لصالح حركات اجتماعية أو شعبية بدون هوية طبقية وتحويل حزب الطبقة العاملة من هيأة أركان الصراع الطبقي إلى حزب ظاهريا بدون هوية طبقية، وواقعيا بهوية لبرالية برجوازية.
إنهم، بذلك، يحاولون تجريد الماركسية من روحها الثورية ويحولونها، في أحسن الأحوال، إلى نوع من الاشتراكية الطوباوية، وعرقلة امتلاك الطبقة العاملة لأداة تحررها وتحرير المجتمع من ويلات الرأسمالية: حزبها المستقل عن البرجوازية.
(1) لينين : برنامجنا، 1899 ، الاعمال الكاملة، ج 4 ص-ص : 217-218 ط الفرنسية :