من وحي الأحداث: ملف المختطفين ومجهولي المصير لن يطاله التقادم والنسيان
ملف المختطفين ومجهولي المصير لن يطاله التقادم والنسيان
يحي المناضلون افرادا واحزابا وعائلات ومنظمات حقوقية يوم المختطفين ومجهولي المصير في كل سنة وعلى مدار العقود. انهم يجددون العهد على مواصلة النضال من اجل اظهار الحقيقة وكشف الجريمة الشنعاء التي ذهب ضحيتها خيرة بنات وأبناء الشعب لا لجرم ارتكبوه سوى انهم احبوا الوطن الحر والشعب المتشبث بحقوقه.
وبفضل هذا النضال المتواصل والاصرار على معرفة ما جرى تتكشف الحقائق عن الجريمة وعن المتورطين المباشرين والغير مباشرين. ان اعظم اكتشاف تحقق اليوم هو اصرار الدولة على الصمت وعلى التغطية على الجريمة وحماية المجرمين المتورطين في القتل خارج منظومة عدالتها نفسها. انها متعتهم بالحصانة ورقتهم في المسؤوليات وكافأتهم على افعالهم البغيضة. اكتشف الرأي العام الوطني والدولي وعائلات المختطفين ومجهولي المصير وجود من تاجر واستفاد من تضحيات هؤلاء الشهداء الاحياء او الاموات. فهذا الرهط من المتاجرين ابرموا صفقات مع الدولة و يكونون قد اطلعوا على بعض الحقائق في هذا الملف تحت شرط الصمت والتزام كتمان السر مقابل المناصب والريع، ومنهم طبعا من تولى منصب وزارة العدل او كاتب وزارة سواء في حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية.
اليسار المتمخزن باع رصيده التاريخي بما فيه تضحيات العديد من شهدائه الاموات والأحياء المختطفون ومجهولي المصير. وحده اليسار المناضل، اليسار الجديد لم يتاجر في دماء مناضلي شعبنا وهو من يواصل اليوم معركة المساءلة والمطالبة بالحساب رغم كون بعض المتساقطين من نفس هذا اليسار وظفوا من اجل طي صفحات هذا الملف لكنهم فشلوا فشلا دريعا فانتهت واحترقت ورقتهم وبقي ملف الجرائم قائما منتصبا يأبى النسيان او الردم.
يعلمنا التاريخ ان شعوبا أخرى عاشت مثل تجربتنا، انها انتصرت واستطاعت ان تظهر الحقائق وان يعاد الاعتبار للضحايا وان تقام لهم الجنائز التي تليق بمقامهم وان يحاكم الجلادون وهم في القبور وان تنبش تلك القبور ويبعدون الى مقابر تليق بهم كمجرمين.