حزب العمال يُدين الهجوم القمعي على الشباب المحتجّ
عصا القمع لن تجدي منظومة الحكم نفعا
تشهد عديد الجهات منذ يومين اندلاع تحركات احتجاجية تركّزت أساسا في الأحياء الشعبية الأكثر فقرا وبؤسا. وتأتي هذه الاحتجاجات على خلفية تدخلات أمنية عنيفة لفرض حظر التجول، أو على خلفية ممارسات أمنية استفزازية مثلما حدث في سليانة، حيث اعتدى عون أمن على راع للأغنام وسط الطريق.
وفي مختلف الحالات فإنّ هذا الحراك الاحتجاجي الذي يتّجه بسرعة قياسية للتوسع في العاصمة وفي الجهات يؤشر إلى ما بلغته الأوضاع الاجتماعية من تدهور وفظاعة بعد عشر سنوات من إسقاط الدكتاتورية. إنّ ذات الشباب الذي خرج شتاء 2010-2011 بصدور عارية ضد نظام بن علي وترسانته القمعية، هو الشباب نفسه الذي يخرج اليوم مطلقا صيحة فزع ورفض عميقة وعالية. وها هي السلطة تحتكم إلى المنطق الأمني نفسه الذي سارع برحيل الطاغية بن علي ولن يفعل اليوم سوى مزيد إغراق منظومة الفشل والعجز في دماء التونسيين.
إنّ حزب العمال الذي يتابع بانتباه شديد توتر الأوضاع الاجتماعية وتصاعد مظاهر النقمة في صفوف كل الطبقات والأوساط الشعبية فإنه:
– يُدين الهجوم القمعي على الشباب المحتجّ ويحذّر من الانتهاكات الخطيرة والاعتداءات الفظيعة على الشباب وأحيائهم وممتلكاتهم، ويحمّل المسؤولية لمنظومة الحكم في تصاعد التوجّه الأمني القمعي في المدة الأخيرة.
– يؤكّد مساندته للمطالب الاجتماعية العادلة للأحياء الشعبية وللشباب المهمّش وللجهات المحرومة ويدافع عن حقّ الاحتجاج والتظاهر ويدعو إلى الانتباه للمخاطر الصحية التي تتصاعد في الأحياء السكنية الأكثر حرمانا من جراء وباء “كورونا”.
– يدعو الشباب المتظاهر إلى تنظيم تحركاته وبلورة مطالبه المشروعة والعادلة حتى يفوّت الفرصة على التوجهات القمعية وحركات التشكيك والتشويه.
– يعتبر أنّ تنامي التحركات الاحتجاجية بما فيها الليلية هي دليل إضافي على فشل منظومة الحكم التي لا خيار أمام شعبنا سوى كنسها وإسقاطها عبر النضال الشعبي الجماهيري الواعي والمنظّم من أجل استعادة الثورة لصالح الطبقات والفئات التي قامت بها.
– يدعو كلّ القوى التقدمية إلى الانتباه إلى ما يجري في تونس العميقة من أجل توحيد الجهد للنضال مع الشعب ضد منظومة الفشل التي آن أوان رحيلها.
حزب العمال
تونس في 16 جانفي 2021