حركة اجتماعية قوية تهز الهند تؤطرها النقابات المناضلة وجبهة واسعة للفلاحين الكادحين
● معاد الجحري
حركة اجتماعية قوية تهز الهند تؤطرها النقابات المناضلة وجبهة واسعة للفلاحين الكادحين . ففي نهاية نونبر 2020 عرف هذا البلد إضرابا غير مسبوق شارك فيه حوالي 250 مليون من الشغيلة والفلاحين الكادحين ضد مشاريع قوانين تراجعية التي تعمل الحكومة اليمينية على تمريرها.
ورغم موجات البرد القارس يواصل مئات الآلاف من الفلاحين الكادحين اعتصامهم في خيامهم المنتصبة حول العاصمة نيودلهي مطالبين بسحب مشاريع القوانين التي تعصف بمكتسباتهم وعلى رأسها دعم منتوجاتهم من الحبوب.
يوجد في الهند مخزون هام من الحبوب ولكنه ليس فائضا كما قد يتبادر إلى الأذهان. ذلك أن الهند احتل السنة المنصرمة الرتبة 94 من أصل 107 من البلدان التي يعاني سكانها من الجوع وذلك راجع إلى ضعف القدرة الشرائية لعموم الجماهير الشعبية.
لكن الأبواق الرجعية الرسمية وكل أنصار المذهب النيوليبرالي يتهمون الفلاحين بالجهل وينصحونهم بالتخلي عن زراعة الحبوب بدعوى أنها غير مربحة وبالتوجه لزراعات ذات مردودية عالية. والحقيقة فانهم يدافعون عن مصالح الراسمال الامبريالي بجعل الهند، هذا البلد القاري الذي يصل عدد سكانه برسم سنة 2020 الى حوالي 1.4 مليار نسمة، يستورد الفائض الكبير لبلدان المراكز الرأسمالية وشركاتها العملاقة في مجال إنتاج الحبوب والصناعات الغذائية. وطبعا هذا التوجه اذا ما كتب له النجاح فسيؤدي إلى المزيد من التفقير والبطالة والجوع…
أينما حلت الرأسمالية يحل الخراب اما الامل في تجاوزها فهو بيد العمال والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين.
الهند جزء هام من منطقة العواصف ومن رأيي اذا نجحت ثورة وطنية ديمقراطية شعبية على طريق الاشتراكية في هذا البلد فإن ذلك سيغير لا محالة وجه الحضارة الإنسانية.
معاد الجحري
22 يناير 2021