السبت 23 يناير 2021، يوم عظيم في تاريخ تونس
السبت 23 يناير 2021، يوم عظيم في تاريخ تونس:
مسيرة ضخمة في تونس العاصمة، واخرى محترمة كما وكيفا في كل من قفصة وسوسة. وهذا رغم عسكرة شارع الحبيب بورقيبة منذ الصباح بالآلاف من الاعوان المسلحين بالعتاد، وسيارات الشرطة والحواجز وعشرات المدرعات حتى أصبح المشهد أقرب الى إستعراض عسكري غايته التخويف وبث الرعب في صفوف المتظاهرين وعموم الشعب.
كان البوليس السياسي يهدف على الأرجح الى جر المتظاهرين للعنف واتخاذ ذلك مبررا لسحق التظاهرة بكل قوة. غير أن منظمي المسيرة فطنوا لهذه الخطة فبادروا الى تغيير مسار المسيرة.
لقد سجلت هذه المسيرة التاريخية انتصارا آخرا بحيث كانت جد منظمة ولم يسجل فيها أي مظهر من مظاهر العنف الذي تدعيه الأبواق الرسمية وتجعله مبررا للاعتقالات التي وصلت لحد الان الى 1300 معتقل اغلبهم من القاصرين أطلق سراح البعض منهم وتمت محاكمة المئات بالسجن وصل لمدة سنتين.
خلال المسيرة رفعت شعارات سياسية واجتماعية تفضح منظومة العمالة والاجرام في حق الوطن والشعب وتطالب بإسقاط النظام وحظيت بتعاطف كبير من طرف المواطنين/ات ونجحت في كسر جدار الخوف وفي فضح ممارسات السلطة وسياساتها.
المسيرة أكدت مرة أخرى، لمن يحتاج إلى تأكيد، أن الصراع الاجتماعي يمر خارج المؤسسات “المنتخبة” وان الشارع هو الخيار الأساسي لأي تغيير حقيقي. فالقوى التقدمية التي دعت للمسيرة لا وجود لها تقريبا في البرلمان، وهذه القوى قادرة بفضل الشعب على دك أركان منظومة الخراب المسؤولة عن تفقير وتشريد وتجويع الشعب.
فالى الامام من أجل استكمال مسار الثورة وتحقيق أهدافها.
النصر للشعب التونسي العظيم.
معاد الجحري
23 يناير 2021.