حتى نقطع الطريق على المطبعين من داخل صفوفنا

حتى نقطع الطريق على المطبعين من داخل صفوفنا
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449 حتى نقطع الطريق على المطبعين من داخل صفوفنا


اختلط الحابل بالنابل وسط بعض المناضلين المتحمسين للهوية الامازيغية ورد الاعتبار لها كمكون لهوية الشعب المغربي. هذه الموجة جرفت معها حتى بعض المنتسبين للصف الماركسي وهم لحسن الحظ قلة قليلة تعوزها المعرفة والنظرة العلمية لقضية هوية شعبنا المتعددة الابعاد تلك الابعاد الامازيغية والعربية والافريقية التي انصهرت في فرن الصراع الطبقي الذي عرفته التشكيلة الاجتماعية طيلة قرون من مراحل التاريخ.

لماذا يمتنع الماركسيون المغاربة عن التطبيع مع الكيان الصهيوني؟ في الجواب، يعتبر الماركسيون المغاربة موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني يهم قضية تحديد اعداء الشعب المغربي، هذا التحديد الذي يدمج الى جانب الكتلة الطبقية السائدة وجهاز دولتها العنصر الخارجي ظاهريا لكنه يستدمج في الصراغ الطبقي ببلادنا وهو العنصر الامبريالي وراس حربته الكيان الصهيوني. فتحديد العدو على هذا الشكل وبهذا الوضوح، يفرض على الماركسيين اتخاذ الموقف الحازم من كل مكونات هذا العدو. ولهذا يمتنعون من عملية التمييز او ازالة طرف من هذه الاطراف او اعتباره عدو من درجة دنيا او ان الصراع معه صراع ثانوي ولا اسبقية لها. ان هذه الاطراف تعمل متحدة ومتشاركة ومتضامنة في ما بينها وهدفها هو دعم ومساندة العدو الطبقي الداخلي ومنع انهياره او تفككه. ولذلك فهي مستعدة للتدخل في جميع مراحل الصراع الطبقي وتقديم الخدمة المطلوبة في أي وضع او شرط.

لذلك يقف الماركسيون موقفا حازما وحاسما في وجه أي واحد يريد ان يمزق الموقف الماركسي ويخترق بالهرولة نحو التطبيع او الدعاية له او التناغم معه بأي مبرر كان. يجب على الماركسيين المغاربة ان يطردوا من بين صفوفهم ومن تنظيماتهم او تنسيقياتهم كل شخص يدعو للتطبيع او يمارسه. ان مثل هؤلاء الاشخاص ان قاموا بمثل هذه الافعال او روجوا مثل هذه الافكار، فإنهم يكفون عن كونهم ماركسيين مقتنعين بحق الشعب المغربي قي تقرير مصيره وبحقه في الانتصار على الرجعية المحلية وحلفائها الامبرياليين والكيان الصهيوني. انهم يكفون عن كونهم ثوريين يسعون لانتصار الحق والعدالة والديمقراطية والاشتراكية. انهم يرتكبون خيانة فكرية وسياسية وتحولوا الى عملاء للنظام وحلفائه.

لكل هذا يجب أن نقول لكل من سولت له نفسه التطبيع أو الترويج له أو ممارسته بدعوى حرية الفكر والتعبير وسط التنظيمات والتيارات الماركسية، أنه أصبح خارج صفوفها، ورمى بنفسه في الجهة المعادية وانتقل إلى مزبلة التاريخ.