بيان تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بالمغرب بمناسبة يوم التضامن النسوي العالمي
بيان بمناسبة يوم التضامن النسوي العالمي
24 أبريل 2013 – 24 أبريل 2021
تخلد المسيرة العالمية للنساء يوم التضامن النسوي العالمي الذي يتزامن هذه السنة مع الذكرى الثامنة لكارثة رانا بلازا ببنكلاديش التي هزت العالم، بعد انهيار سقف معمل للنسيج كان يشغل الآلاف في ظروف كارثية، أودى بحياة 1100 عاملة.
يعتبر يوم التضامن النسوي مناسبة لفضح جشع الرأسمالية القاتل، والتي لا تتوقف عن حصد الأرواح وترك ملايين المرضى والمعطوبين في سعيها المحموم نحو المزيد من الأرباح، بسبب الاستغلال الفاحش الذي تنبني عليه، وطبيعة نمطها كنظام عنف جامح، لا يتردد في طحن الإنسان من أجل الربح، وهو ما تبين أكثر خلال انتشار الجائحة وما ترتب عنها من انهيار مريع للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعوب، بسبب مخلفات السياسات النيولبرالية المتوحشة على الأغلبية الساحقة من الناس وخاصة منهم النساء، مقابل تزايد أرباح الشركات العالمية وبعض الأغنياء المتريعين عليها.
إن تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بالمغرب وهي تخلد بدورها هذا اليوم النضالي النسائي، تستحضر مختلف الجرائم التي ارتكبتها الرأسمالية وآلياتها المحلية ضد العاملات بالمغرب، أخرها كارثة معمل طنجة لـ 6 فبراير 2021، التي أودت بحياة 19 عاملة و9 عمال بسبب سياسات المناولة التي تسلكها الشركات العالمية بحثا عن التخلص من الالتزامات الاجتماعية، وبسبب فساد السلطات المحلية التي تغض الطرف عن شروط العمل في معامل المناولة الشبيهة بالعبودية. وهي نفس الظروف اللاإنسانية والضاربة في الأعماق لكرامة العاملات هي التي تودي، باستمرار أيضا، بحياة العاملات الزراعيات في حوادث السير القاتلة والمتواترة بسبب الطريقة المهينة والخطيرة التي يتم فيها نقلهن من وإلى الضيعات. كما هو نفس منطق العنف ذاك الذي ووجهت به الاستاذات المفروض عليهن التعاقد سواء مع رفاقهن في احتجاجاتهن السلمية أو كنساء استهدفهن العنف المبني على النوع لإخضاعهن لجبروت الاستغلال الرأسمالي المتجسد في هشاشة الشغل وتفكيك التعليم العمومي.
في هذا اليوم التضامني العالمي بين كل النساء ضحايا الاستغلال الهمجي للرأسمالية، وكل النساء المناضلات من أجل عالم دون استغلال ودون عنف ولا تمييز ضد النساء، تعبر تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بالمغرب عما يلي:
1. إدانتها واستنكارها للانتهاكات المستمرة لكرامة العاملات وحقوقهن الأساسية في مختلف مواقع الإنتاج وفي طريقهن إليها، وما يترتب عنه من مآسي وفواجع، غالبا ما تلقى ضحاياه وأسرهم الإهمال والتجاهل من طرف السلطات المعنية؛
2. تضامنها مع كل النساء العاملات اللواتي يتعرضن يوميا للعنف الرأسمالي الوحشي سواء في أماكن عملهن، أو في بيوتهن حيث يضطرن لقضاء ساعات عمل طويلة وشاقة دون مقابل، خدمة لهذا النظام العنيف الذي يتخلى عن توفير الخدمات الاجتماعية للأسر والتي تتولى النساء القيام بها بدلا عنه، اعتمادا على التوزيع النمطي للأدوار بين الجنسين الذي يكرسه النظام الذكوري؛
3. مطالبتها بتطبيق مدونة الشغل، وقيام مفتشية الشغل بعملها على أكمل وجه من خلال المراقبة المستمرة للضيعات الفلاحية. وفرض التصريح بالعاملات الزراعيات في صناديق الحماية الاجتماعية وضمان التأمين على حوادث الشغل والتقاعد للعاملات الزراعيات؛
4. مساندتها لنضال عائلات ضحايا معمل طنجة ومطالبتها السلطات الاستجابة لمطالبها بإجلاء الحقيقة حول المسؤوليات كاملة ــ المباشرة وغير المباشرة ــ وإعمال العدالة وجبر أضرار الأسر وتوفير الرعاية النفسية للعديد من أفرادها التي تدهورت حالتهم النفسية بسبب الفاجعة؛
5. تضامنها مع الأستاذات المفروض عليهن التعاقد، وخاصة اللواتي استهدفهن العنف الذكوري المؤسساتي لأجهزة القمع مطالبة بتوقيف المتابعات الكيدية ضدهن، ومعاقبة المسؤولين عن العنف ضدهن ومن يتستر عنهم.
6. تأكيدها إلى جانب كل تنسيقيات المسيرة العالمية للنساء، أن يوم التضامن النسوي العالمي سيظل يوما نخصصه لتوجيه نضالنا ضد منطق الأرباح على حساب الأرواح، وضد الانتهاكات التي لا تعد ولا تحصى التي تمارسها الشركات العالمية التي انتهكت أجسادنا وأراضينا في جميع أنحاء العالم.
تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بالمغرب
الرباط في 24 أبريل 2021