بيان الإتحاد النسائي السوداني وقوى الثورة بمناسبة الذكرى السابعة لإنطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة
السودان في 13 ديسمبر 2025
بيان الإتحاد النسائي السوداني بمناسبة الذكرى السابعة لإنطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة
جماهير شعبنا الأبي الحر،،
نساء السودان الصامدات،،
في هذا اليوم الذي نحيي فيه ذكرى إنطلاق شرارة ثورة ديسمبر المجيدة من مايرنو والدمازين، نستحضر تضحيات بنات وأبناء وطننا الذين خرجوا طلباً للحرية والعدالة والسلام، وهتفوا بصوتٍ واحد من أجل دولةٍ مدنيةٍ ديمقراطية تُصان فيها الحقوق وتُحترم فيها كرامة الإنسان. لذلك لن نتوقف عن المطالبة بالعدالة الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي إرتُكبت — جرائم لا تسقط بالتقادم.
فرغم مرارات الحرب الجارية الآن، لن يطوي النسيان فظاعة فض الإعتصام وقمع المواكب.
لقد كانت النساء — وما زلن — في مقدمة الصفوف، صانعاتٍ للأمل، ومجسّداتٍ لإرادة شعبٍ لا ينكسر.
وفي هذا السياق، لا بد من التأكيد على أن ثورتنا كانت إنتفاضة على نظامٍ أمعن في إذلال النساء ونزع مكتسباتهن التاريخية، مستغلاً ذلك كأداة للهيمنة والسيطرة. قاومْنا وإنتصرْنا للثورة، لكن النساء تعرّضن مجدداً للتهميش خلال الفترة الإنتقالية، ففشلت في تحقيق أهدافها، وكانت النتيجة المأساة التي نعيشها اليوم — حربٌ تُعاد فيها ذات الأساليب التي ثُرنا ضدها.
وليس هذا موقفاً ناقصاً أو طرحاً موارباً، بل قراءة واجبة للحقيقة كما هي: إن الأزمة الحالية هي حصيلة مباشرة لإقصاء النساء وتجاهل جذور الاختلالات البنيوية في الدولة والمجتمع. وإن فتح هذا النقاش ليس خياراً، بل مسؤولية تاريخية علينا جميعاً، لأنه الطريق الوحيد نحو بناء مستقبلٍ عادلٍ لا يُهمَّش فيه نصفُ المجتمع.
تأتي هذه الذكرى وبلادنا ترزح تحت حربٍ طاحنة أنهكت المواطنين وهددت وحدة السودان ومستقبله، وفرضت على النساء أعباءً مضاعفة نتيجة النزوح والصراع من أجل البقاء اليومي وحماية الأسر والمجتمعات. إنه نضال مستمر، ومستمد من جذوة ديسمبر التي لم تنطفئ.
وإنطلاقاً من مسؤوليتنا التاريخية، نتوجّه بهذا البيان إلى جماهير الشعب السوداني والعالم:
أولاً: حول الذكرى ومسؤولية الوفاء لها :
إن ثورة ديسمبر ليست حدثاً سياسياً عابراً، بل عهدٌ بين الشعب وتضحيات شهدائه وجرحاه ومفقوديه. والوفاء لهذا العهد يقتضي الدفاع عن قيم الثورة — الحرية والسلام والعدالة — ومقاومة الحرب بكل أشكالها، والوقوف إلى جانب النساء والمهمشين ومشروع الدولة المدنية الديمقراطية.
ثانياً: الممرات الإنسانية – ضرورة عاجلة لا تحتمل التأجيل .
يدعو الإتحاد النسائي إلى:
▪️فتح ممرات إنسانية آمنة وفورية في كل مناطق القتال تحت إشراف منظمات دولية مستقلة.
▪️ضمان وصول الغذاء والدواء والمساعدات للمدنيين دون تعطيل أو إستغلال سياسي.
▪️حماية النساء والأطفال من العنف والإبتزاز والإنتهاكات التي تفاقمت في ظل الحصار وإنهيار الخدمات.
إن الممرات الإنسانية حقٌّ وليست مِنّة، وتأخيرها جريمة في حق المدنيين.
فالأزمة الإنسانية اليوم تشمل معظم أنحاء البلاد، حتى المناطق التي تبدو آمنة نسبياً لكنها تعاني غياباً كاملاً لشروط الحياة الأساسية.
ثالثاً: سُبل ضمان وتسهيل الحياة الزراعية
في بلدٍ يعتمد على الزراعة كعمود إقتصادي ومعيشي، دمّرت الحرب مواسم كاملة وعرضت آلاف الأسر للجوع والفقر.
لذلك نطالب بـ:
▪️حماية المناطق الزراعية ومنع تحويل المزارع إلى ثكنات عسكرية.
▪️توفير المدخلات الزراعية الضرورية للمزارعين والمزارعات.
▪️دعم مبادرات النساء الريفيات في الإنتاج والأمن الغذائي.
▪️تمكين المجتمعات المحلية من الوصول الآمن إلى الأراضي والمياه.
إن دعم الزراعة هو دعم للحياة نفسها.
رابعاً : وقف الحرب – والمسار السياسي المطلوب :
إن هذه الحرب لا رابح فيها إلا الخراب.
ولذلك يدعو الاتحاد النسائي إلى:
وقف فوري وشامل ومستدام لإطلاق النار يضمن حماية المدنيين وعودة الخدمات الأساسية.
منع تدفق السلاح لطرفَي الحرب.
إن وقف الإمداد بالسلاح هو الوسيلة الأكثر فاعلية للضغط من أجل إنهاء الحرب وحماية الأرواح، وهو واجب على المجتمع الدولي والإقليمي.
إطلاق عملية سياسية مدنية شاملة لا تحكمها البنادق ولا صفقات الحرب، تعالج جذور الأزمة لا مظاهرها، وتحقق السلام العادل المستدام، وتُبعد العسكر عن السياسة، وتُحل المليشيات، وتُحاسب على الجرائم، وتحافظ على وحدة البلاد، وتضمن مشاركة النساء كشريكات كاملات في صناعة المستقبل.
ولتكن ذكرى ديسمبر دافعاً للصمود وإسترداد الوطن.
ختاماً:
نحن في الاتحاد النسائي السوداني نؤكد ونعلن بوضوح:
▪️لا للحرب… نعم لإرادة الشعب، وكسر أبواب الوصاية والنهب والسلطة العسكرية.
▪️نعم لإستعادة مسار الثورة والتغيير.
▪️مع المقاومة السلمية في كل حي.
▪️مع كل خطوة تبني سلطة مدنية ثورية.
▪️مع وقف الحرب من جذورها والقصاص للشهداء.
▪️لا شرعية لحرب ضد الشعب.
▪️وإن صوت النساء هو صوت السلام.
وسيبقى نضالنا مستمراً من أجل وطن آمن حرّ، تُصان فيه كرامة الإنسان، وتزدهر فيه طاقات بناته وأبنائه.
في ذكرى إنطلاقة شرارة ثورة ديسمبر، نجدد العهد:
اللجنة التنفيذية للإتحاد النسائي السوداني
السبت 13 ديسمبر 2025
نعلن لكم نحن في لجان مقاومة الدمازين اليوم السبت الذي يوافق 13 ديسمبر 2025م، التاريخ العظيم والفاصل من تواريخ وملاحم ثورة ديسمبر المجيدة، إطلاق الصفحة الرسمية الجديدة لـ لجان مقاومة الدمازين.
الثورة ثورة شعب
والسلطة سلطة شعب
والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل
13 ديسمبر 2025م
إعلام المقاومة
بيان تحالف قوى التغيير الجذري بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق ثور ديسمبر 2018
جماهير شعبنا العظيم:
تحلّ علينا ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة، تلك اللحظة الثورية الفاصلة التي انطلقت فيها شرارة فجر الحرية من صدور أبنائنا الطلاب في مايرنو والدمازين، قبل أن تتوهج ناراً كبرى في عطبرة، وتشعل الطريق أمام ملايين السودانيين في العاصمة وبقية المدن والقرى والبوادي. فقد كانت تلك الأيام الخالدة المحفورة في ذاكرة شعبنا لحظة ميلادٍ جديد، ولحظةُ انتفاضٍ لشعبٍ لم يكن غافلا مهما تمالك نفسَهُ أو صبر، شعب لم يرضَ القهر، ولم يقبل بالذل، ولم يتراجع أمام آلة البطش والعنف بكل قساوتها ومرارتها ،،،
اليوم، وبينما تعيش بلادنا الشامخة الصابرة واحدة من أصعب مِحَنِها ، تعود إلينا ذكرى ثورة ديسمبر الحاضرة الخالدة لا كمجرد حكاية من الماضي، بل كمفخرة لا تقِفُ عقولنا جامِدَةً في مآثرها وحكاويها فحسب ولكن كتجربة ثورية رائدة تضاف إلي تجاربنا الثورية السابقة التي نستقي منها الدروس والعبر ونستمد منها القوة والثقة والإنطلاق بوحدةٍ وثبات ونحن نخوض غِمار تجربةٍ ثوريةٍ جديدة تلوح في الأفق وكنداءٍ للمستقبل المشرق نداءٌ يذكّرنا بأن إرادة الشعب أقوى من السلاح ومن الطغاة والمرجفين ودعاةِ الحرب والدمار وأن المقاومة المدنية السلمية كانت وستظل دائماً سلاحُ شعبِنا الذي لا يُقهَر ، السلاحُ المُجَرّب الذي أطاح بالدكتاتوريات، وفتح أبواب التغيير، وأثبت للعالم أنّنا شعبٌ لا يهزَم. لقد أكدت ثورة ديسمبر أن السودانيين، في مدارسهم وميادينهم وحقولهم ومزارعهم ومصانعهم ومدنهم وقرَاهم وبواديهم، قادرون على كسر كل قيود الخوف والتردد، وعلى الدفاع عن حُقوقِهِم في الحياة والسلام والأمن والحرية والديمقراطية والعيش الكريم. واليوم، في ظل حربٍ تمزق البلاد، وفوضى تصنعها أطرافٌ لا تعبأ بالوطن ولا بالإنسان، يبقى هذا الشعب هو القوة الوحيدة القادرة على وقف نزيف الدم، وانتزاع المستقبل من بين نيران الحرب وركامها.
إننا نؤمن أن المقاومة السلمية المنظمة الواسعة، المتجذرة في تاريخ شعبنا وتجربته الراسخة، قادرة على هزيمة آلة الحرب وجنرالاتها، وعلى إطفاء نيرانِها إلى غير رجعة مرةً واحدةً وإلي الأبد. فالشعب الذي أسقط أنظمة كانت تملك كل أدوات القمع، قادر اليوم برغم المعاناة، وبرغم التشرد والجوع والقتل على فرض إرادته الوطنية ووضع حدٍّ نهائيٍّ للحرب، وفتح الطريق إلى سلام عادل ودولةٍ مدنية ديمقراطية تنعم بالأمن والسلام والحرية والعدالة والعيش الكريم
جماهير شعبنا الصابرة المنتصرة
إن ذكرى ديسمبر ليست مناسبة للاحتفال فحسب، بل لحشد الإرادة وتجديد العهد بأننا لن نترك وطننا الواسع الممتد المتنوع يُختَطف، وأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وأن المعاناةَ اليوميةَ والقتل والإرهاب والدمار لن تُطفئ جذوة الأمل، بل ستزيدها اشتعالاً وتَوهُّجاً . عهدٌ بأن السودان سيعود لشعبه، وأن صوت الشعب سيعلو فوق أصوات البنادق، وأن فجر الحرية، الذي بدأه طلاب المدارس في مايرنو والدمازين وامتدَّ ليعانق هتافات طلاب المدارس في كريمة واحتجاجات الجماهير وهبّاتِهِم المتفرقة في أبو جبيهة والقضارف وكسلا وبورتسودان وعطبرة ووادي حلفا وفي مراكز النزوح ستتسع لتبلغ لحظتها الثورية الحاسمة التي سَتُستكملُ بانتصارنا النهائي على الحرب والطغيان.
عاش نضال الشعب السوداني
المجد للشهداء
والنصر للإرادة التي لا تُهزم
إعلام التحالف
13 ديسمبر 2025
بيان التحالف الاقتصادي لثورة ديسمبر المجيدة بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق ثورة ديسمبر المجيدة
تحل علينا ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة، الذكرى التي ألهبت وجدان الشعب السوداني، وأكدت للعالم أجمع أن إرادة الجماهير قادرة على قلب موازين الظلم والاستبداد، وأن الثورة ليست شعارات أو كلمات، بل ممارسة يومية للتغيير ونضال مستمر ضد كل أشكال القمع والنهب والحروب التي تستنزف شعبنا وموارده. ديسمبر لم تكن ثورة عابرة، بل كانت مواجهة شاملة لبنية الاقتصاد السياسي السوداني الذي تراكمت أزماته عبر عقود، حيث تركزت السلطة والثروة في يد قلة طفيلية، مدعومة بعسكرة الدولة، وتحويل موازنة الدولة العامة إلى أدوات تمويل آلة القتل، بينما تنهار المدارس والمستشفيات والمزارع، ويتدهور مستوى المعيشة لملايين المواطنين.
ما يشهده السودان اليوم من حرب مدمّرة ليس نتيجة صدف أو نزاعات عابرة، بل استمرار طبيعي لمنظومة استنزافية، حيث يتحول الصراع على الموارد، من الذهب والنفط إلى الأراضي والمياه والأسواق، إلىن صراع مسلح يدمّر الاقتصاد الوطني ويترك العمال والمزارعين الأكثر تضررًا، محرومين من حقوقهم الأساسية، عاجزين عن تأمين لقمة العيش، في ظل تضخم متصاعد وارتفاع أسعار المواد الأساسية، وفقدان الأسواق بسبب الفوضى وانهيار البنية الإنتاجية. هذه الحرب لا تطال المدنيين فحسب، بل هي هجوم ممنهج على البنية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، على العمل وعلى الإنتاج، على الصناعة والزراعة، وعلى حياة الإنسان السوداني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
عمالنا الذين يكدحون بلا أجر، ومزارعونا الذين يزرعون الأرض بلا حماية، وفقراء المدن الذين يواجهون الجوع والمجاعة، جميعهم ضحايا سياسات جائرة ومدروسة، تعمل على تفكيك المجتمع وإبقاء السلطة والثروة في يد أقلية مستفيدة من الحرب والعسكرة. الذهب يُهرّب، النفط يُسخّر لتمويل النزاع، الموارد الطبيعية تُستغل بطريقة غير مشروعة، والموازنة العامة تُدار لصالح حكومة أمر واقع بلا شرعية شعبية، بينما تُترك التنمية والخدمات الأساسية للدمار. التضخم والفقر والبطالة والمجاعة ليست آثارًا جانبية، بل نتائج مباشرة لهذا الاقتصاد السياسي الذي يحول حياة ملايين السودانيين إلى صراع يومي من أجل البقاء.
لكن شعب السودان لم يستسلم، ولم ينتظر المنظمات الدولية، ولم يكتفِ بانتظار حلول خارجية. لقد برز الإبداع الشعبي في أبهى صوره، حيث انتشرت التكايا وغرف الطوارئ واللجان الشعبية والمبادرات المجتمعية التي صمدت في وجه الجوع والأوبئة وأنقذت الأرواح، وقلّلت من معاناة المواطنين. هذه المبادرات ليست مجرد أعمال خيرية، بل هي تجسيد حي لقدرة الجماهير على التنظيم الذاتي وحماية المجتمع، وبديل شعبي حقيقي لمواجهة سياسات الدولة الفاشلة وإعادة الكرامة والحقوق الأساسية للمواطنين.
إنه من المهم التأكيد أن السلام الحقيقي لن يتحقق دون مساءلة حقيقية لكل من تورط في الحرب، ودون منع الإفلات من العقاب، ودون وضع حد للفساد واستغلال الموارد. نطالب بتفعيل القانون الدولي الإنساني، وعدم التهاون مع مرتكبي الجرائم، ودعم إنشاء لجنة تقصيز حقائق دولية مستقلة قادرة على التحقيق والتوثيق والمحاسبة لكل الأطراف، محلية كانت أو دولية، ممن ساهموا في استمرار النزاع وإطالة أمد الحرب، سواء من خلال التمويل، أو التسليح، أو دعم السياسات الاقتصادية الطفيلية.
كما نحمل المجتمع الدولي، والأمم المتحدة خصوصًا، مسؤولية مباشرة عن استمرار المأساة، حيث إن الاكتفاء بإدارة الأزمة إنسانيًا دون مواجهة جذور الصراع الاقتصادية والسياسية، هو تواطؤ غير مباشر مع استمرار العنف. إن سياسة المعايير المزدوجة، والحديث عن حماية المدنيين، بينما تُترك الأسلحة والتمويل مستمرًا، وعدم فرض عقوبات على المتورطين في الجرائم، يساهم في إطالة أمدز النزاع، ويمنع تحقيق سلام حقيقي ومستدام.
إن البديل الذي نطرحه هو واضح وثوري: اقتصاد وطني منتج، دولة مدنية ديمقراطية تتحكم في مواردها، إعادة توزيع الثروة بعدالة، حماية العمال والمزارعين، إعادة بناء الزراعة والصناعة، إنهاء عسكرة الدولة، واستعادة السيادة الوطنية. لا يمكن لأي عملية سياسية أن تحقق السلام أو التغيير الحقيقي دون دمج هذه العناصر الاقتصادية والاجتماعية، وبناء وحدة جماهير الثورة ووعيها الجماعي.
في هذه الذكرى، نجدد العهد لشهداء ديسمبر، ولضحايا الحرب، ولجماهير الثورة في كل المدن والقرى والمعسكرات، أن أهداف ديسمبر لم تسقط ولن تسقط. الحرية من القهر والاستبداد، السلام القائم على تفكيك جذور الصراع، العدالة الاجتماعية التي تعيد الكرامة والحقوق للشعب السوداني، المجد والخلود للشهداء، والنصر لإرادة الجماهير، ولا صوت يعلو فوق صوت الثورة. ديسمبر الثورة مستمرة، وستظل شعلة لا تنطفئ في قلب كل سوداني حر، رمزًا للمقاومة، ولحق الشعب في مستقبل كريم وآمن ومزدهر.
التحالف الاقتصادي لقوى ثورة ديسمبر المجيدة
13 ديسمبر 2025
نقابة الصحفيين السودانيين
بيان
إلى الشعب السوداني وقواه الحية
بمناسبة ذكرى ثورة ديسمبر
بقلوب تثقلها المآسي، وعيون تفيض ألمًا على واقع وطننا الحبيب، نستذكر اليوم ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة، الذكرى التي أضاءت درب الحرية والكرامة والديمقراطية. لقد بذل شعبنا السوداني أغلى الدماء ليرسم بثورته الباسلة مستقبلاً جديدًا، قائماً على العدل والحرية والسلام.
لكن اليوم، وفي ظل الظروف الكارثية التي تمر بها البلاد، حيث تتسع رقعة الحرب المدمرة، وتتفاقم الأزمة الإنسانية بتشريد الملايين من النازحين واللاجئين، وتنتشر انتهاكات حقوق الإنسان والدمار بشكل غير مسبوق – لا سيما بعد التطورات الأخيرة في الفاشر وكردفان – فإن أرواح شهداء ديسمبر وأحلامهم تتعرض لخطر كبير.
أيها الشعب السوداني العظيم، أيها الأحرار في كل مكان
لقد كانت ثورة ديسمبر تتويجًا لنضال طويل ضد الظلم والاستبداد، وكانت تحمل في جوهرها حلم بناء دولة المواطنة المتساوية، دولة المدنية والديمقراطية التي تسع الجميع. واليوم، يهدد واقع الحرب والانقسام وغياب الرؤية السياسية الموحدة، ذلك الحلم العظيم، بل ويهدد وجود السودان نفسه.
إننا في نقابة الصحفيين السودانيين، إذ نؤكد من جديد التزامنا الثابت بمبادئ ثورة ديسمبر، فإننا:
1/ نندد بشدة بتوسع رقعة الحرب، وما تلحقه من دمار ممنهج للبنى التحتية، وتهجير قسري للمواطنين، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تمس كرامة الشعب السوداني.
2/ نعبر عن بالغ القلق تجاه تدهور الوضع الإنساني المروع حيث يعاني الملايين من نقص الغذاء والدواء والمأوى، ونناشد كافة المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية، وكافة الدول الصديقة، مضاعفة جهودها لتقديم المساعدات العاجلة عبر كل الممرات الآمنة.
3/ نؤكد أن الحل العسكري هو طريق مسدود، وأن استمراره لا ينتج سوى مزيد من الخراب والضحايا وتقويض أسس الدولة. إن الطريق الوحيد لإنقاذ السودان هو وقف إطلاق النار فوراً وبلا شروط، وبدء عملية سياسية شاملة وجادة.
4/ نطالب القوى المدنية الديمقراطية بكل الوانها، بالخروج من حالة التشرذم والتراجع، وبتجاوز الخلافات الثانوية. إن الواجب الوطني والتاريخي يفرض عليها توحيد خطابها واستعادة زمام المبادرة، وقيادة حركة ضغط شعبية وسياسية عارمة لإنهاء الحرب وإعادة البلاد إلى مسار التحول الديمقراطي.
5/ نناشد كل القوى الإقليمية والدولية التي تتدخل في شؤون السودان، أن تكف عن تأجيج الصراع وتغذيته، وأن تتحول إلى عوامل داعمة للسلام، محترمة إرادة الشعب السوداني في تقرير مصيره وبناء دولته.
أيها الصحفيون والصحفيات
في خضم هذه العاصفة، يقع على عاتقنا واجب مهني وإنساني ووطني جسيم. واجب نقل الحقيقة مهما كانت مريرة، وتسليط الضوء على معاناة الناس، ومحاسبة كل من يساهم في استمرار هذه المأساة. واجب مقاومة خطاب الكراهية والعنصرية الذي يفتت النسيج الوطني، والتمسك بلغة الوحدة والإنسانية. حافظوا على رسالتكم، وكونوا صوت الضمير والصمود.
شعبنا الأبي،
إن ذكرى ثورة ديسمبر ليست مجرد استذكار للماضي، بل هي بوصلة للحاضر والمستقبل. إنها تذكرنا بأن القوة الحقيقية تكمن في وحدتكم وإرادتكم. ولن نتوقف عن المطالبة بحقوقكم في الحياة والسلام والحرية.
نعاهدكم بأن نبقى في قلب المعركة من أجل إنهاء الحرب، ودعم كل مسعى جاد للحل السياسي، والدفاع عن حلم الدولة المدنية الديمقراطية التي ضحى من أجلها شهداؤنا.
إن مستقبل السودان لا يزال بين أيديكم. لن يتوقف النضال حتى تتحقق إرادة شعبنا في السلام والحرية والعدالة.
عاشت ثورة ديسمبر المجيدة… عاش السودان حراً موحداً… .
نقابة الصحفيين السودانيين
13 ديسمبر 2025م

