رحل حسن البطل .. فمن سيكتب أطراف النهار؟؟
محمد علوش*
رحل حسن البطل .. فمن سيكتب أطراف النهار؟؟
رحل حسن البطل، الكاتب الفلسطيني الاستثنائي الذي صاحبناه على مدار سنوات طويلة في عمومه اليومي في جريدة الأيام.
رحل البطل، فمن سيكتب أطراف النهار من بعده؟
تميز الى البطل بأسلوبه وجرأته ولغته فلم يكن مجرد صحفي يكتب عموده اليومي في جريدة يومية، بل تميز بكتابة لها طابعها الخاص ولها مقوماتها الخاصة اتجاه كافة القضايا في الشأن الفلسطيني العام.
ولم يتردد البطل يوماً عبر أطراف النهار أو في فلسطين الثورة من قبلها على قول الحقيقة.. كل الحقيقة للجماهير ومن هنا جاء الاهتمام الكبير بكل ما كتبه على مدار أطرافه إلى اليومية منذ أن صدر العدد الأول لجريدة الأيام منتصف التسعينيات من القرن الماضي.
له لغة مختلفة هي مزيج من لغة الصحافة والأدب القصصي والشعر، بأسلوب بليغ، وقد تمكن من تشكيل حالة متفردة في المشهد الثقافي والصحفي الفلسطيني، وله مريدون كثر من مختلف الاتجاهات والأجيال، وهذا ما جعله مختلفاً عن زملائه الآخرون الذين لم يبلغوا ما بلغه حسن البطل بما تمتع به من سجايا ومزايا وخصائص جعلته دائما يغرد خارج السرب.
“لقد شكل حسن البطل فضاء إبداعياً يخصه من خلال مقالة فارقة جعلته واحداً من أهم كتابها، فهو صاحب رؤية مغايرة ولغة خاصة مكنته من اجتراح سياق معرفي استثنائي وتجربة لها حضورها الذي يعرفه المشهد الفلسطيني والعربي واللذان يفقدان طاقة إبداعية أرست مداميك وعيها في فلسطين الثورة ومسيرة الثورة الفلسطينية قولا وفعلا ناجزاً”.
ذهب حسن البطل بعيداً في لجة الموت والصمت وفي ذكرى الخلود الأبديّ، ولعل ما تركه الراحل الكبير من موروث ثقافي ومعرفي ومن مقالات غزيرة وعميقة ومرهفة تستحق التأمل والتوثيق والدراسة، فربما لم يسمع الكثيرون بحسن البطل، ربما، فعادة القراءة هذه الأيام باتت غريبة ومحل تندر عن الكثيرين، فهذا البطل الذي واكب على كتابة المقالة اليومية منذ أكثر من خمسة عقود وفي مراحل مختلفة من عمر الشعب الفلسطيني في الخارج من خلال الاذاعة الفلسطينية في بغداد أو من خلال جريدة “فلسطين الثورة” وغيرها من المنابر، أو في الداخل من خلال صحيفة “الايام” التي عرفناه منن خلالها كاتباً موهوباً وناقداً حاذقاً وصاحب رأي يبتعد عن التزلف والتسلق والنفاق كما هي عادة كتاب آخرون، فلم يسبح البطل بحمد أحد ولم يحسب نفسه على أحد ولم يصفق لأحد ولم يضرب أعناق الناس بسيف أحد.
لا تذهب في الجرح عميقاً
فعميقٌ جرحك يا نزف ملائكتي
وحلكةُ هذا الليل
ووعورة هذا الممشى
طوفانٌ يدهمنا
يقتحم الصمت.