العدد 453 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
صدر العدد 453 من جريدة النهج الديمقراطي والخاص بالاسبوع من 7 الى 13 ابريل 2022
ملف هذا العدد يتناول المسألة الثقافية. إن الواجهة الثقافية هي بمثابة حلبة للصراع الطبقي، فلا توجد ثقافة محايدة ولو نأت بنفسها في برج عال. لهذا فإن الساحة أفرزت صنوفا وعينات من المثقفين. فئة باعت مهاراتها وإبداعاتها للغرب وللمخزن بدعوى البحث العلمي والأكاديمي والفني مدعية الحداثة. وأخرى تقليدية نكوصية تغرف من براميل الخليج. وقلة قليلة لم تبارح مكانها التزمت الصمت أو انحازت لهموم المسحوقين تجتر وعيها الشقي.
وفي خضم هذا الصراع تبنى فيه المخزن استراتيجيته الواضحة، إغداق الامتياز لمن حدا حدوه؛ أو المنع والاستئصال لمن زاغ عن سبيله ورفع راية الممانعة.
لقد شجع المخزن مهرجانات تضفي صور الحداثة على استبداده، وتختزل الثقافة في التسلية والترفيه والإلهاء. وصرف الأتاوات السخية على الأضرحة والزوايا.
إلا أن ثقافتنا حاليا تعيش ظاهرة جديدة وخطيرة في نفس الوقت وهو الاختراق الثقافي الصهيوني تحت مسميات ملتبسة كالبحث العلمي والفني والرياضي والذي قد يخترق بعض المثقفين.
وإذا سلمنا بعدم وجود مدرسة محايدة باعتبارها حاملا لمشروع ثقافي، تعيد إنتاج نفس العلاقات السائدة، كما تنحو المنهجية الماركسية، وكذلك عالم الاجتماع بيير بورديو، لهذا ظل المخزن يمرر خطاباته الرجعية عبر مناهجها (أي المدرسة).
ولابد لنا أن نتساءل لماذا غاب مثقفونا ولم يركبوا عشرينية فبراير لما صدحت بالحق في أهازيجها وأغانيها ومسرحياتها ومجسماتها ورسوماتها وأشعارها، إلا من مثقفين يعدون على رؤوس الأصابع؟
وأليس البديل الثقافي المنشود رهين بمدى تقدم الصراع السياسي والاجتماعي بين قوى محافظة على ثروات تبتغي ثقافة تريد الظلم والاستبداد والخنوع، وأخرى مكافحة محرضة تنشد مجتمعا عادلا، قوامه الكرامة، لا مكان فيه لثقافة محايدة متأملة؟
بالاضافة الى هذا الملف المميز يتضمن العدد مقالات في السياسة والنظرية وتقارير عن نضالات الطبقة العاملة والجماهير الكادحة.