لا حياة مع اليأس فلنتسلح بتفاؤل الإرادة

لا حياة مع اليأس فلنتسلح بتفاؤل الإرادة
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449-800x496 لا حياة مع اليأس فلنتسلح بتفاؤل الإرادة


لا حياة مع اليأس فلنتسلح بتفاؤل الإرادة

ونحن نحيي الذكرى 52 لتأسيس منظمة إلى الأمام بعقد ندوة سياسية تبحث في موضوع تأزم الوضع الاجتماعي والبحث عن ما هو المطلوب. في هذه الندوة تقدم الرفيق رئيس الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين بمداخلة هامة نقل فيها رأي الجمعية وقدم تشخيصا للواقع بكثير من المرارة والإحساس باليأس من إمكانية تغيير الواقع نظرا لتغول الاستبداد والاستغلال. كانت كلمته تحمل الكثير من الواقعية الجارحة عندما تشخص انتشار البطالة وسط الشباب حامل الشهادات وغيره من الباحث عن الشغل المنتج والقار وواقع تملص الدولة من واجب خلق فرص الشغل ومحاربة البطالة.

فمن خلال هذا التشخيص نفهم اليأس والإحباط الذي أصاب الشباب ونفهم انتشار موجة البحث عن الحلول الفردية بغض النظر عن جدواها وقد تفاقمت موجات الارتماء في قوارب الموت للهجرة إلى أوروبا حتى ولو كلف ذلك الشباب أرواحهم وتحولت أجسادهم إلى مصدر غذاء للأسماك. لقد سدت كل أبواب ومنافذ الأمل وأصبح المغرب سجنا كبيرا أغلقت أبوابه على الشباب.

تحمل كلمة رئيس جمعية المعطلين حاملي الشهادات رسالة أخرى وهي التي على القوى المناضلة أن تعتبرها توجيها للمبادرات والعمل الايجابي بدون تماطل أو تسويف لان المأساة لم تعد تحتمل ذلك. ولذلك فإننا نستوعب من خلال هذه الكلمة بان المغرب هذا البلد الغني بخيراته ومنها سواعد وعقول شبابه يوجد في وضعية إعاقة سياسية واجتماعية خطيرة للغاية والمسؤول عنها هو النظام القائم الذي يبدر هذه الثروات ويفرط ويرهن مستقبل هذا البلد للشركات والمؤسسات الامبريالية ويطبق سياستها اللاشعبية واللاوطنية ويهرب الثروات إلى الخارج ويتخلص من فائض جيش الاحتياطي للعمل بتركه يغرق في مياه البحر. تبعا لذلك نستنتج أن معضلة الشغل ومحاربة البطالة تبدا من هذه النقطة السياسية وهي ربط كل النضالات الشعبية والحراكات الجماهيرية بما فيها تلك التي تطالب بالشغل او تناضل ضد الطرد التعسفي وضد هشاشة الشغل من اجل ان تصبح حركة نضالية شعبية قوية ومتينة توفر موازين قوة تمكن من انتزاع بعض المكتسبات الجزئية أو المؤقتة في الشغل وتوفر شروط القضاء على نمط إنتاج الرأسمالية التبعية ببلادنا وبناء نظام اقتصادي واجتماعي وسياسي متمركز على الذات ويسمح بتحقيق المطالب المشروعة لجماهير شعبنا وينتزع ملكية وسائل الإنتاج من يد الطفيليين واللصوص.

أن النضال ضد البطالة ومن اجل الحق في الشغل هو نضال شعبي وهو ذو طبيعة سياسية أولا وقبل كل شيء. وأدوات خوضه هي التنظيمات الذاتية للجماهير المتضررة ومنها جمعية المعطلين حاملي الشهادات وغيرها من التنظيمات الجماهيرية وعلى هذه التنظيمات أن تنسق نضالاتها وان تحشد أقصى ما تملكه من الطاقات وعلينا نحن في الحزب المستقل للطبقة العاملة أن نكون السند والداعم وان ننخرط في صفوفها ونقويها ونحافظ لها على زخمها ونحصنها حتى تنتزع مطالبها المشروعة. علينا أن نمدها بتفاؤل الإرادة والذي لولاه لساد اليأس والإحباط.