من وحي الأحداث: عذرا للمقاومة الفلسطينية

من وحي الأحداث: عذرا للمقاومة الفلسطينية
2024-06-29-titi.562 من وحي الأحداث: عذرا للمقاومة الفلسطينية

في الأسبوع المنصرم تواترت أخبار عن رسو سفينة حربية صهيونية بمياه ميناء طنجة قصد التزود بما تحتاجه من وقود وتموين.. في الوقت نفسه تواترت أخبار عن رفض الحكومة الإسبانية لطلبات السفن الصهيونية بالرسو في الموانئ الإسبانية. لم يصدر أي تكذيب لهذا الخبر المتعلق باستقبال السفينة الحربية الصهيونية بطنجة.

والحالة هذه فإننا أمام تشرس تحدي للإرادة الشعبية الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني. إننا أمام إمعان يذهب بالتطبيع إلى ابعد المبادرات لم تكن لتخطر حتى على بال من كانوا يخططون له في بدايات ستينيات القرن الماضي. ولأن الكيان الصهيوني ليس إلا القاعدة العسكرية المتقدمة للامبريالية الأمريكية بالمنطقة، فإن جوهر وجودها يقوم على الصناعة العسكرية وعلى تطويرها وتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة حرب وعدم استقرار وشرطها طرد الشعب الفلسطيني من أرضه وتحويلها لخدمة اغراض هذه القاعدة العسكرية.

جاء طوفان الأقصى كمرحلة جديدة في صراع الشعب الفلسطيني مع الكيان، ليعيد صياغة معادلة وجود هذا الكيان، بتوجيه ضربة نوعية للقاعدة العسكرية وخاصة في عمق منطفها وقواعد قوتها ألا وهي الاستشعار عن بعد وقوتها الاستخباراتية.

وجهت ضربة طوفان الاقصى أكبر هزيمة للكيان الصهيوني لأنها اخترقت كل متاريسه المحصنة ولم تعلم بها استخباراته وأجهزته المتطورة وعملاؤه في غزة وبلدان الجوار.

إنها إذا موجة جديدة من المواجهة كان على الشعب الفلسطيني ومقاومته انتظار ردة الفعل والتي لم تتاخر فكانت على شكل الإبادة الجماعية قلما رأت البشرية مثيلا لها. كان الهدف هو تحويل الشعب الفلسطيني في غزة إلى درع أو طابور تدفعه الآلة الحربية الصهيونية لكي ينتقض في وجه المقاومة ويبيعها مقابل بعض الوعود من السلم تحت راية الاستسلام، لكن الرهانات خابت وصمد الشعب الفلسطيني بطريقة بطولية قلما شهدت البشرية مثيلا لها على مر التاريخ.

ولأن الشعب الفلسطيني واجه الإبادة الجماعية وقدم أعدادا كبيرة جدا من الشهداء والجرحي والمعتقلين فقد استطاع أن يلفت انتباه الضمير العالمي وخاصة عند الشباب في المركز الامبريالي. لقد أعاد العالم اكتشاف حقيقة الكيان الصهيوني ككيان نازي عنصر استيطاني.

انطلاقا من هذه الحقائق التي تفوق القاعدة العسكرية المتقدمة للامبريالية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط فها هو الكيان الصهيوني يظهر حاجته لتطوير صناعته الحربية وبحرك ترسانته على امتداد المنطقة ويطلب العون والمساعدة من الأنظمة المطبعة ومنها النظام المغربي واستغلال الموانئ المغربية من أجل التزود بالمحروقات وبالبنزين لسفنه الحربية.

يا شعبنا الفلسطيني وبا مقاومته الباسلة عذرا على هذه الطعنات من الخلف فلسنا طرفا فيها بل تعارضها معارضة مبدئية صارمة وقدمنا ولا زلنا من أجل معارضتها ما يتطلبه الأمر من تضحيات.