بلترة وتقوية وتصليب الحزب أهداف أساسية من أجل بنائه

بلترة وتقوية وتصليب الحزب أهداف أساسية من أجل بنائه

Edito-800x407 بلترة وتقوية وتصليب الحزب أهداف أساسية من أجل بنائه


بلترة وتقوية وتصليب الحزب أهداف أساسية من أجل بنائه

لم تعد عملية بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحات والكادحين مجرد شعار يركز المهمة المركزية لنضالنا، بل تحولت إلى عمل يومي واضح الأهداف؛ وانتقل النقاش حولها إلى نقاش حول الخطوات العملية وإلى تدقيق تفاصيل هذه المهمة العظيمة. وسيكون للاجتماع الثاني للجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي بتاريخ الأحد 16 أكتوبر 2022 أثرا كبيرا على تسريع إيقاع بناء الحزب وتنزيل مقررات المؤتمر الخامس وعلى تقوية النضال العام لشعبنا والسير نحو التغيير وتحقيق مهام الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ذات الأفق الاشتراكي.

وكان الاجتماع مناسبة للوقوف على تقييم المؤتمر وما حققه من نجاح باهر، وللنقاش حول سبل تفعيل مقررات المؤتمر حول الخط النظري والخط السياسي والخط التنظيمي، من خلال خطط وبرامج مدققة وواضحة سيتم العمل على إنجازها في أفق المؤتمر المقبل.

فانطلاقا من مجموعة من المرجعيات المحددة في مقررات المؤتمر الأخير، والرصيد الإيجابي للحركة الماركسية اللينينية المغربية، وتجارب الأحزاب الشيوعية العالمية، والرصيد الكفاحي لشعبنا، سيتم وضع رؤية مفصلة لما يجب القيام به خلال الأربع سنوات المقبلة.

وهكذا أصبحت معالم الطريق بارزة أمامنا وتفرض رفع التحدي الأول المتمثل في بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة في ظل قمع وحصار النظام المخزني، والتحدي الثاني المتمثل في بناء الحزب في خضم الانخراط في مختلف واجهات الصراع الطبقي؛ ومن أجل النجاح في ذلك حددت الأهداف الأساسية لهذه الفترة في بلترة وتقوية وتصليب التنظيم؛ الأمر الذي يستوجب القيام بثورة في الحياة الداخلية للحزب لجعلها مناسبة ومتوافقة مع شروط وظروف العاملات والعمال والكادحات والكادحين، وتجديد وتطوير أشكال وآليات التجذر وسط الطبقة العاملة وعموم الفئات الشعبية.

وأمام كثرة المهام المطروحة، وإكراه قصر المدة الزمنية للإنجاز، كان من اللازم ترتيب الأولويات وفق جدولة زمنية معينة ومراعاة المرونة والتدرج في التحركات النضالية واستحضار الإكراهات ومتطلبات الأحداث التي قد تقع في المستقبل.

تتطلب مهمة التغيير الثوري في أي مجتمع تضحيات جسام، ومجهود نظري جبار للإجابة على أسئلة كل لحظة تاريخية، وبناء الأدوات النضالية الضرورية، ومواجهة التحديات والصعوبات التي يفرزها الواقع أو تخلقها الكتلة الطبقية السائدة. إن الوعي بهذه العراقيل خطوة أولى على طريق بلورة إجابات صحيحة لفك تعقيداتها وتوفير شروط تجاوزها والانتصار عليها.

إننا، مناضلات ومناضلي النهج الديمقراطي العمالي، إذ ندرك جيدا درجات الصعوبة لكل هذه المهام، انطلاقا من التحليل النظري ومن الممارسة العملية اليومية، فإن عزيمتنا لا تلين أمام ضخامة التحدي، وإصرارنا لا يفتر أمام عناد الواقع، ولن نستسلم أمام جبروت الرأسمالية، ولن نرضخ أمام الاستغلال. إن ثقتنا بقدرتنا على بناء هذا الصرح العظيم تزداد يوما بعد يوم، وخاصة مع تزايد منسوب الثقة الذي أصبح يتمتع به حزبنا في المجتمع، ومع إقبال طاقات جديدة على تعزيز صفوفه.

إن حلم بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة أصبح يتحول من فكرة إلى قوة مادية حقيقية ستتجذر في الواقع بنضالنا وتضحياتنا، وبوعي العاملات والعمال والكادحات والكادحين بحاجتهم لحزبهم الطبقي، وبمشاركة الماركسيات والماركسيين المغاربة في بنائه. ومما لا شك فيه أن الاجتماع الثاني للجنة المركزية شكل خطوة مهمة على درب بناء الحزب، سواء من خلال النقاش الذي دار فيه، والأجواء التي طبعته، أو من خلال النتائج والتوصيات والأوراق التي صادق عليها؛ وسيكون له تأثير إيجابي مهم على المسارات الأربعة لنضالنا الواردة في الخط السياسي للحزب؛ وسيساهم في تقوية عمل المنظمات الجماهيرية والجبهات والحركات النضالية؛ وسيفتح آفاقا نضالية رحبة أمام نضالات الجماهير الشعبية وعلى رأسها الطبقة العاملة.