من وحي الاحداث: نخب المخزن الجديدة
من وحي الاحداث: نخب المخزن الجديدة
ان كان لتصريحات السيد وهبي من اهمية فاننا نراها في ما تكشفه من مميزات وطبيعة الفئات التي يمثلها هذا الشخص. انه تكشف حقيقة النحب التي استقطبها النظام المخزني ووظفها في مشروعه المجتمعي. ولكي نتعرف جيدا على هذه النخب يجب الرجوع الى الوراء ولعدة عقود خلت. فبعد أن انتهت مرحلة المغربة حيث استعملت المشاريع الاقتصادية من اجل تحويل فئات اجتماعية كانت مهمشة إلى قاعدة اجتماعية للنظام القائم، ترميما لقاعدته القديمة التي تصدعت وانفجرت فيها تناقضات كادت ان تسقطه لاسيما بعد المحاولتين الانقلابيتين العلنيتين سنتي 1971 و1972. بعد ذلك جاءت الخطة الجديدة لتجديد النخب المخزنية عبر البوابة السياسية. اعتمد النظام على المشاركة السياسية في المؤسسات الرسمية من برلمان والجماعات الترابية وصولا الى التناوب التوافقي بعد صفقة الحسن الثاني مع عبد الرحمان اليوسفي.
منذ ذلك الوقت اعتمد النظام على استقطاب نخب سياسية من المعارضة وعقد معها صفقات تسمح بالدمج الاجتماعي لهذه النخب والإنعام عليها بفتات موائد دار المخزن. يعتبر السيد وهبي من هذه النخب الملتحقة باعتاب دار المخزن والتي عليها ان تبرهن في كل مناسبة ومن غير مناسبة بانها خديمة طيعة ومستعدة لتلعب دور التهليل والتطبيل لتمجيد ولي نعمتها وفي ذات الوقت تسفيه إرادة الشعب واحتقار طموحاته وإبراز مظاهر النعمة وما تحصلت عليه من إكراميات ومن مراتب اجتماعية.
هذه النخب تقبل ببيع ضميرها لمن يدفع، وتسعد بالدور الموكول إليها في استدراج من تبقى يقاوم ولا يساوم. هذه النخب تقبل بلعب دور القوادة السياسية، وتساعد كل من يرغب في أن يصبح متحولا سياسيا يبيع ضميره كما تبيع العاهرة لحمها.