فرنسا التي نحب تلك التي يذهب فيها الصراع الطبقي الى مداه
فرنسا التي نحب تلك التي يذهب فيها الصراع الطبقي الى مداه
إنها فرنسا الثورة البرجوازية التي تطايرت فيها رؤوس الاستبداد أنها فرنسا كمونة باريس أول نموذج تاريخي لدكتاتورية البروليتاريا سلطة العمال. إنها بلاد الصراع الطبقي الممتد طولا وعرضا.
هذه الفرنسا حيث يهب الشعب المفقر والمضطهد منتفضا كلما امتدت يد الدولة الى مكسب او حق تاريخي. إنها بلاد المظاهرات الساخنة والحامية الوطيس في عز الحجر الصحي أثناء وباء كورونا. لقد تعلم من هذه المدرسة الشعبية كل ثوار العالم وعلى رأسهم كارل ماركس وانجلس. لا زال الشعب الفرنسي يلهم أشقاءه الأوروبيون في كيفية التصدي لتبعات الأزمة الامبريالية والرأسمالية المتوحشة. انها بلد الصراع السياسي والثقافي إنها بلد الأنوار والتنوير خاصة لما يتعلق الامر بمواجهة الإقطاع ومن بعده البرجوازية المتعفنة.
يخوض الشعب الفرنسي اليوم معركة الدفاع على الحق في التقاعد ومواجهة سياسة دمية الرأسمال المالي ايمانويل ماكرون الذي يهدف الى تمديد سن التقاعد الى 64 سنة ابتداء من 2030. هب العمال والمستخدمون وموظفو الدولة للدفاع عن حقهم في التقاعد وتبعتهم القوى النقابية والسياسية.
ما يجب ان يلهمنا نحن أيضا نحن هنا في المغرب من هذا النوع من الصراع الطبقي في فرنسا وهو هذه الإرادة القوية لجميع المتضررين في النزول إلى الشارع وإسماع صوتهم كمتضررين. ما يجب أن يلهمنا أيضا تلك الإرادة التي لا تلين لمواجهة القمع والتنكيل الذي تمارسه الآلة القمعية للدولة الفرنسية والتي تعرت حقيقة قناعها الزائف الديمقراطية البرجوازية التمثيلية.
ما يجب أن يلهمنا أيضا هو ان يتفاعل شعبنا بمؤازرة وتعاون مع الشعب الفرنسي وهو في حاجة إلى موقف أممي من طرف عمال وكادحي المغرب. إنها وحدة النضال وحدة المعركة ضد الرأسمال المفترس هنا بالمغرب وهناك بفرنسا.
فتحية لهذا الشعب العظيم الذي ملا الشوارع نضالا ومواجهات مع الأجهزة القمعية إلى حد أن ملك بريطانيا شارل الثالث ألغى أول زيارة له لفرسنا؛ وبذلك تكون دبلوماسية ماكرون قد تلفت ضربة قوية، وهو الذي كان يبحث عن تتويج أوروبي بعد الانتخابات الفرنسية الرئاسية الأخيرة. إن الشعب المناضل يسقط حسابات أعداءه وهذه تباشير الانتصار، ووعيد للمستبدين عندنا.