من وحي الاحداث: في الوحدة النضالية الميدانية
في الوحدة النضالية الميدانية
كانت تظاهرة 4 يونيو التي دعت لها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل مناسبة لنقف جميعا على واقع ما يسمى باليسار. لقد دعت المركزية كدش الى مسيرة في الدارالبيضاء وتجاوبت معها أحزاب تقدمية ومنها حزب النهج الديمقراطي العمالي الذي اصدر بلاغا يدعو مناضلاته ومناضليه وكافة المواطنات والمواطنين للمشاركة في المسيرة ورفع المطالب التي تهم الوضع الاجتماعي والسياسي بشكل مستعجل وقوي. أصدرت أجهزة وزارة الداخلية قرار المنع وأعطت تعليمات إلى باقي الجهات لمنع السفر إلى الدار البيضاء لكل من يريد المشاركة شعبيا.
لم نتردد نحن في النهج الديمقراطي العمالي للدعوة الى المشاركة الفعالة والمبدئية في المسيرة. دافعنا هو الحضور النضالي الوحدوي حيث يجب ان نصطف الى جانب المتضررين ولا ننشغل زيادة بالحسابات الفئوية الضيقة او خلفيات هذه الجهة او تلك ما دمت الدعوة تشكل فرصة لحشد الجهد النضالي وفرصة للمواجهة مع المتكالبين على الحقوق والمطالب المشروعة للطبقة العاملة والفئات المفقرة من شعبنا.
شكلت مناسبة 4 يونيو مناسبة تعرت فيها الدولة البوليسية وزالت مساحيق الديمقراطية الشكلية والخطابات الزائفة. منعت المسيرة وحشدت الدولة فياليق من قواتها للتنكيل بالمحتجين وعرضتهم للاهانة والقمع الجسدي والمعنوي. يوما عن يوم تبرز الطبيعة الاستبدادية للنظام القائم. يوما عن يوم يتم الاستعمال للعنف المادي والمعنوي تجاه المحتجين والمحتجات. يوما عن يوم تتعلم الجماهير بان هذه الدولة البوليسية منفصلة عن مطامح الشعب وهي مستعدة لاستعمال اكبر قدر من العنف تجاه المتظاهرين. ولأنها مصرة على هذه السياسة فانها تعمل كما يفعل الحداد الذي يصهر الحديد ويقويه بشدة الضرب والنار.
قاطع مسيرة 4 يونيو بعض المنظمات النقابية وبعض المناضلات والمناضلين لاعتبارات سياسية ونقابية يغلب عليها الطابع الضيق وعدم الرغبة في العمل المشترك مع أطراف بذاتها وهذا أمر معروف وسهل الاستيعاب. طبعا لا نشارك هذا الموقف ونعتبره لا يخدم المصالح العامة للطبقة العاملة لأنه لا يستوعب واجب التقدم الحثيث من اجل بناء الوحدة النضالية لجماهير شعبنا. وهو لا يستوعب جيدا الضرورة التاريخية لبناء الجبهة النقابية والنضالية الميدانية. فلا خير في وعي او موقف سياسي او نظري إذا لم يجعل من نفسه أداة النفخ في الصراع الطبقي والاحتكام الى التجربة الميدانية لانخراط اوسع جماهير شعبنا في النضال المشترك والاحتكام لقوانين هذا الصراع الطبقي لتبرز القيادة الميدانية لما هو مقبل من المعارك الاجتماعية والسياسية. من يعتقد بوجود بديل عن ذلك فهو إما واهم أو من أنصار بناء الأحزاب السياسية والانخراط في تحالفاتها خارج الميدان والذهاب الى الحوار السياسي مع العدو الطبقي واقتسام السلطة معه. من يعتقد في ذلك فلينظر إلى واقع الحركة الوطنية والكتلة الوطنية وكل تحارب المتناسلة منها. كلها انتهت في أحضان العدو الطبقي تتوسل دعمه ومنها من لا يستطيع العيش خارج الاستوزار او تلقي سقط المتاع من موائد دار المخزن.