من وحي الاحداث: يوم عيدكم يوم جوعكم
يوم عيدكم يوم جوعكم
ينطبق هذا المثل الشعبي على عيد الأضحى لهذه السنة 2023 بحيث أعلنت الدولة عن فشلها في تامين تزويد الأسواق بالعدد الكافي من الاكباش واستوردتها من اسبانيا وبلدان أخرى. أن تضطر الدولة إلى ذلك معناه أن تفاقم التفريط في السيادة الغذائية وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
لن يعدم الخطاب التبريري حججا أو تسويغات للدفاع عن هذه الأوضاع، مثل الجفاف والحرب في أوكرانيا وغيرها من التبريرات المعتادة. يحاول المدافعون عن التوجهات النيوليبرالية التمويه عن مسؤوليتهم في زج المغرب البلد الفلاحي بامتياز في الرضوخ الى قسمة العمل الامبريالية والتي حتمت عليه أن تتخصص زراعاته في وظيفة توفير حاجيات السوق الامبريالية من كواد فلاحية اولا وقبل كل شيء. لقد حكم على النشاط الأساسي ببلادنا على أن يلهث وراء التصدير وعلى مصارعة المنافسة الدولية وان يقدم أجود المنتجات بالرخص الأثمان. وما كان بإمكان المغرب تحقيق هذه المعادلة الظالمة لولا التفريط في فرشته المائية وعلى حساب ضمان الغذاء الصحي والجيد لشعبنا الذي يقدم كدحه وعرق جبينه من اجل ذلك.
تتحقق السيادة الغذائية لشعب مناضل كنتيجة ترابط سلسلة من الشروط والمتطلبات. فإذا تكسرت إحدى حلقاتها ضاعت السلسلة وتحطمت السيادة الغذائية. إن الشرط الأساسي أو قل هو المدخل ورأس الخيط في السلسلة هو المدخل السياسي، وفرض الإرادة السياسية المبنية على قاعدة الإرادة الشعبية، والحرص على السيادة السياسية على استقلال القرار الوطني في تحديد الأهداف والأسبقيات والاختيارات
الإستراتيجية، لتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وباستقلال عن الهيمنة والاستعمار الجديد او شكل الاستقلال المشروط.
ومن هنا يمكننا القول بدون الخوف من السقوط في التناقض او الكلام الغير السديد بان ما نغيشع اليوم من اهذار للسيادة الغذائية ليس الا نتيجة او مظهر لسبب اعم قالا وهو التفريط في السيادة السياسية وقبول بناء دولة ما بعد الاستعمار المباشر على قاعدة التوافق مع مصالح القوة الاستعمارية التي وهبت الاستقلال المشروط لمستعمراتها التي انخرطت في إستراتيجية تصفية التواجد العسكرية المباشر وتعويضه بالتواجد الغير مباشر واستمرار خدمة المصالح بالوكالة.
عاش المغاربة اليوم عيد الأضحى بنكهة التبعية وفقدان السيادة الغذائية لأنهم لا زالوا تحت الهيمنة والوجود الامبريالي البغيض.