الرد النضالي الجماهيري يتوسع
الرد النضالي الجماهيري يتوسع
الديالكتيك المادي يعلمنا بأن لكل ظاهرة وجهين متناقضين. وعند التحليل الملموس للظاهرة نستطيع التعرف على الوجهين وكيف يتفاعلان وفي أي وجهة يصب كل واحد منهما. وسعت الدولة البوليسية من حملتها تجاه المناضلين ومستعملي وسائل التواصل الاجتماعي وزجت بالعشرات منهم في الاعتقال والمحاكمات. حملة تهدف الى بث الرعب وإسكات المواطنين والمواطنات وقمع جرأة التفكير والتعبير. لم تعد الدولة البوليسية تعنى بسمعة المغرب وانكشاف حقيقة ديمقراطية الواجهة. لم يعد يهمها الرأي العام الدولي لأنها مسنودة من الانظمة اليمينية في اوروبا وأمريكا. وهي نفسها تنكل بالمحتجين والمعارضين في بلدانها وتنظم الانقلابات على الانظمة المعارضة والتقدمية عبر العالم. هكذا تعتقد الدولة البوليسية عندنا أن يدها أصبحت مطلوقة ولن يهب رأي عام دولي لمحاسبتها او وقف الدعم والتمويل عن مشاريعها. تعتقد انها بتصعيد القمع ستوقف أي انفجار شعبي والذي بات الكثير من المتابعين والمهتمين يترقبونه ويعتبرونه وشيك الوقوع.
لكن الرد جاء سريعا متمثلا في تواصل الاحتجاج، وتطور أشكال التعبير المعارضة والمنددة وابتكار أساليب جديدة، في فن الراب وفي ميادين كرة القدم تنافس فيها التراس نوادي الفرق الرياضية وفي الوسائط الاجتماعية. وكلما تم استهداف أحد الشباب المدونين او الصحافيين او المناضلين الحقوقيين او النقابيين او السياسيين كلما انطلقت حملة التضامن، وتشكلت الجمعيات والتنسيقيات المختلفة المكونات والتوجهات…
الوجه الايجابي لهذه الحملة البوليسية الشعواء هو انتقال موجة تنظيم رد الفعل والمقاومة الجماعية الى مناطق الهامش. لم تعد هذه القضية محصورة على المركز بل انتشرت الى جميع المناطق ويرافقها وعي قوي بالتضامن. فإذا كان القمع يصدر ويتم توجيهه انطلاقا من مركز، فإن التضامن ومواجهة الاعتداء على الحق في التعبير والرأي والتنظيم من اجل الدفاع عن المكتسبات يتطلب بدوره وجود التنظيم الذي يسمح بلم شمل الحركة النضالية ويجمع كل المبادرات المتفرقة والمشتتة حتى تتحول الى قوة ذات تأثير تفرض على الدولة البوليسية التراجع عن بطشها والانفراد هنا او هناك بمناضلين تعتبرهم معزولين يسهل قمعهم لإعطاء المثال بحالتهم للبقية من الساخطين والناقمين. ومن مظاهر القوة وعوامل توحيد هذه الحركات الاحتجاجية ضرورة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة وكل اشكال التنسيق والتحالفات ضمن جبهة عريضة.
التيتي الحبيب
من وحي الأحداث 342