في بعض المعيقات الذاتية للتجذر وسط الطبقة العاملة وعموم الكادحات والكادحين
قرر مؤتمرنا الوطني الخامس تحمل حزبنا المسئولية التاريخية والمبادرة إلى إعلان بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين والكادحات.
ولا يمكن إنجاز هذه المهمة المركزية والحاسمة دون التجذر وسط الطبقة العاملة وعموم الفئات الاجتماعية المعنية بهذا المشروع الذي يتم من خلال عمليات انصهار المثقفين الثوربين الماركسيين-اللينينيين بالطلائع العمالية والكادحة. وذلك في معمعان الصراع الطبقي المتعدد الأوجه، انصهار يتم يتحول نوعي وسط كل من الكادحين والطلائع، انصهار تكتسب خلاله الطلاع العمالية والكادحة الوعي الطبقي ويتخلص المناضل(ة) من عقليته وعاداته البرجوازية الصغرى (الاستعلاء والأمراض الذاتية …) وبنجز، فعلا، انتحاره الطبقي ويصبح مثقفا عضويا ثوريا للطبقة العامة.
وحري بنا أن نتطرق هنا لأهم المعيقات الذاتية لعملية توسيع التأثير السياسي والفكري لحزبنا (كما هو الشأن بالنسبة لعموم الثوريين) وسط الطبقة العاملة والكادحين(ات) واستقطاب وتحويل طلائعهم(ن) إلي ماركسيين-لينينيين ثوربين. وسنكتفي بالمعيقات المرتبطة بعلاقتنا بالطبقة العاملة وعموم الكادحين(ات) ولن نخوض في المعيقات الموضوعية (محارية الأعداء والخصوم لمشروع بناء الحزب وواقع العمل النقابي) وفي المعيقات المرتبطة بواقع حياتنا التنظيمية الداخلية.
ولعل أهم هاته المعيقات هي:
– ضعف العمل السياسي والفكري المباشر الموجة للطبقة العاملة والكادحين والكادحات بسبب الاعتقاد الشائع وسطنا بأن تفانينا في العمل في المنظمات الجماهرية، وخاصة النقابات سيمكننا من التجذر دون الحاجة إلى عمل منظم ومدروس ومستمر للتعريف بحزينا. وفي هذا الإطار فإن التردد في الكشف عن برنامجنا وموافقتا السياسية والدفاع عنها بكل ديمقراطية ونحن نمارس العمل الجماهيري، يعرقل تعرف العمال(ات) والكادحين(ات) على حزينا ويحد من تأثيرنا وسطهن(م).
– عملنا النقابي الذي ينحصر في النضال الاقتصادي دون السعي إلى تطوير الوعي الطبقي للعمال والعاملات والكادحين والكادحات ودونما بذل ما يكفي من الجهود في مواصلة العمل وسط قواعد القطاعات النقابية بما يحمي الوحدة النضالية ويقوي التضامن وشروط الوحدة…
– للمساواة بين التنظيمات الذاتية للجماهير الشعبية والتنظيمات الذاتية للطبقة العاملة لذلك يجب أن يخضع عملنا في التنظيمات الذاتية إلى تراتبية.
في المرتبة الأولى الحزب والنقابة والمجالس العمالية التي تمثل الأليات الأساسية للطبقة العاملة، وفي هذا الإطار، من الخاطيء المساواة بين العمل النقابي والعمل في الجمعيات (على اهمياتها) لأن العمل النقابي هو المدرسة الأولة للصراع الطبقي للعمال والكادحين.
في المرتبة الثانية التنظيمات الذاتية للكادحين، وفي مقدمتها التنظيمات الذاتية للفلاحين.
في المرتبة الثالثة التنظيمات الذاتية للطبقة البرجوازية الصغرى…
إن ضرورة العمل في هذه التنظيمات ينطلق من ضرورة فرض هيمنة فكر الطبقة العاملة وسط الطبقات الشعبية لتوفير شروط قيادتها لجبهة الطبقات الشعبية.
– لا زال عملنا الشبيبي والنسائي ينظر غالبا إلى الشباب والنساء ككتلة متجانسة بينما يجب أن يركز عملنا النسائي على العاملات والكادحات وأن يركز عملنا الشبيبي على العمال والعاملات والكادحات والكادحين والشبيبة التعليمية من أبناء وبنات الطبقات الشعبية
– بنياتنا التنظيمية غير ملائمة بما يكفي على الانغراس في المحيط الواسع للعمال والكادحين في مواقع الانتاج في الأحياء الشعبية، وفي بناء العلاقات اليومية المساعدة على نشر أفكارنا بشكل واسع مع المساهمة الفعالة في الحياة الحزبية والسياسية.
– النيابة عن العمال عوض تشجعيهم على كسب رهان التنظيم والمبادرة وعلى تبوء مواقع القرار بديلا عن الوصاية والأبوية والأستاذية أحيانا.
– ردود الفعل السلبية تجميد وانسحاب الأسباب ذاتية…) لبعض رفيقاتنا ورفاقنا والانشغال بمناصب القيادة أكثر من العمل العمالي القاعدي الذي يتيح مراسا حقيقيا في العمل الجماهيري الديمقراطي الشعبي.
– شبه غياب الإهتمام بالعمل مع الفلاحين وما يلزمه ذلك من ابداع آليات واشكال جديدة فضلا عن ضعف الاهتمام بقضايا الثقافة والفن الملتزم بما يخدم تجدر عملنا في كل الأوساط الشعبية.
– تصرفات بعض مناضلينا المعادية للدين بشكل عام، وضد النساء التي تسهل مهمة عزلنا عن الطبقة العاملة والكادحين(ات) من طرف المخزن من خلال الإدعاء أننا ضد الدين ومع الميوعة….
ان حزب النهج الديمقراطي العمالي يتوفر على رصيد هام من التجارب النضالية مع العمال والعاملات والكادحين والكادحات وعلى مناضلات ومناضلين ثوريين(ات) مستعدين(ات) لبذل الغالي والنفيس من أجل بناء حزب الطبقة العاملة وعلى خط سياسي وفكري وتنظيمي متقدم وعلى القدرة على التقييم الموضوعي والصارم لنقائصه وأخطائه وتقويمها. وذلك ما يجعلنا متيقنين من قدرة حزينا على تجاوز هانه المعيقات وغيرها والسير قدما نحو بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة المغربية، ومن المؤكد أن مجموعة من المناضلات والمفاضلين سيلتحقون بهذا المشروع الثوري الكبير.