من وحي الأحداث: بأي معنى نقول فلسطين قضية وطنية؟
بأي معنى نقول فلسطين قضية وطنية؟
ما لا يفهمه البعض لما نقول نحن التقدميون أن فلسطين قضية وطنية أننا نعني بذلك أن تحرر فلسطين أمر مرتبط مع خوض النضال السياسي ببلادنا. فالنضال التحرري لشعب فلسطين مرتبط أيضا بتوفير شروط بناء الدولة الاشتراكية المعادية للامبريالية بالمنطقة قاطبة. إن الكيان الغاصب هو القاعدة العسكرية المتقدمة للتواجد الامبريالي بالمنطقة وزوالها لن يتم إلا بهزم الامبريالية وبناء المجتمع الاشتراكي. وسيتقدم نضال الشعب الفلسطيني من اجل تحرر فلسطين كل فلسطين بقدر تقدم الشعوب العربية والمغاربية في انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية في كل بلد تمهيدا لإطلاق الثورة الاشتراكية في مجموعة البلدان المتحررة من القبضة الامبريالية. هكذا ستنجز الشعوب المغاربية وحدتها المنشودة وتقيم الدولة الاشتراكية في اطار وحدة شعوب منطقتنا المغاربية وتشكل بذلك الظهر الواقي للمجتمع الاشتراكي في المنطقة العربية وقلبها فلسطين المتحررة من الوجود الصهيوني.
هكذا تتحرر فلسطين وبقية شعوبنا من القبضة الامبريالية وتنتصر على البربرية الهمجية الراهنة.
من يناضل من اجل فلسطين من منطلق عرقي أو ديني فهو يقزم معركتها ويبقيها في المربع الذي حشرها فيه مشروع سايكس بيكو.
إن للشعور الديني دوره الفعال والقوي لكنه ليس هو الحاسم. فالحاسم اليوم وغدا، هو هذا النضال الوطني التحرري المرتبط جدليا بالصراع الطبقي وفي كل شبر من عالمنا العربي والمغاربي تحت قيادة الطبقة العاملة الموجهة من طرف أحزابها السياسية المستقلة. للوازع القومي والديني دور تعبئة الجماهير التواقة للتحرر، لكنه غير كاف إذا تم الاقتصار عليه كما يحدث عند بعض القوى السياسية الطبقية البرجوازية، لأنها ستسعى للتفاوض على موقع لها تحت شمس الامبريالية وصنيعتها الكيان الصهيوني، وستحصر افقها في ما يمليه المنتظم الدولي كحل الدولتين وتأبيدة بدعوى العقلانية والواقعية.
إن تحرير فلسطين لن يتحقق كليا إلا بإسقاط ألأنظمة الكمبرادورية المتسلطة على شعوبنا مما يضمن تحرير منطقتنا من الهيمنة الامبريالية وفتح سيرورة إقامة المجتمعات الاشتراكية والقضاء على التواجد والهيمنة الامبريالية وبذلك تسقط كل مقومات بقاء الكيان الصهيوني بين ظهراني شعوبنا وتقوم الدولة الفلسطينية الواحدة على كامل ارض فلسطين.