من وحي الأحداث: معركة شغيلة التعليم شأن مجتمعي
معركة شغيلة التعليم شأن مجتمعي
اكتست معركة شغيلة التعليم طابع الزخم الكمي والنوعي وأصبحت معركة تحققت فيها ميزة الكتلة الحرجة التي تشكل نقطة اللاعودة حتى تحقيق الأهداف. تجسد ذلك في المحطتين المركزيتين بالرباط يومي 5 أكتوبر و7 نونبر 2023 فكان الحشود كبيرة جدا فاجأت الجميع. زاد تأكيد ذلك انتقال الحركة الحاشدة إلى المدن والجهات وبين أن نضال شغيلة التعليم يجدد روح حركة 20 فبراير 2011 والتي كشفت ما يتوفر عليه الشعب المغربي من طاقات واستعدادات نضالية تتجمع لتخرج جارفة معها كل أدران الاستغلال والاستبداد الذي طال أمده وأمعن في ظلم شعبنا وقواه الحية.
يهمنا اليوم أن تنجح هذه المعركة وتحقق مطالبها المشروعة. وقد حققت أولى تباشير النجاح بعد أن أسقطت في الشارع النظام الأساسي المطبوخ والذي دلست فيه الحكومة على النقابات التي شاركتها في الطبخة الأولى. استوعب النقابيون المناضلون المنسجمون مع مصالح الشغيلة بان الحكومة كانت تحاول تقسيم النضال والوجود النقابي في قطاع التعليم وتنفير الشغيلة من أي إمكانية النضال المشترك بعلة ان النقابات تخلت عن مطالب الشغيلة. أصبحت الفرصة سانحة اليوم لتجميع الصفوف وفتح صفحة النضال المتجدد وتمكين من أخطا في حق العمل النقابي من تقديم النقد الذاتي العمالي بالانخراط الوعي والنزيه في المعركة من اجل إنجاحها وليس تفجيرها من الداخل. هي اذا معركة تحمل كل بوادر تعلم درس خوض الصراع النقابي ومن بعده تعلم تحويل المطالب الفئوية والجزئية الى مطالب تهم كل جماهير شعبنا والى مطالب تهم الشأن المجتمعي. سيزداد زخم المعركة لما تحتضنه عائلات وأولياء التلاميذ ولما ترعاه القوى المناضلة وتدافع عنه وتحصنه من كل محاولة التشتيت أو الإضعاف والتي تعمل أجهزة الدولة لإجهاض المعركة لأنها أجهزة دولة فاشلة تحل مشاكل الكتلة الطبقية السائدة على حساب التعليم الخصوصي الجيد وتطلق يد الاحتكاريين ونخب الدولة لتوسيع مصالحهم في التعليم الخصوصي تلك الدجاجة التي تبيض الذهب.
تشكل حركة شغيلة التعليم اولى بوادر النهوض النضالي لشعبنا في مواجهة تغول الدولة وهذه ايضا تجربة يجب ان تسجل في تاريخ كفاح شعبنا. بالامس تحركت جماهير شعبنا في مغرب التهميش المغرب المبعد عن سبق اصرار من كل اهتمامات الدولة كما حصل في حراك الريف المجيد وتبعه حراك زاكورة وجرادة. بذلك يراكم نضال شعبنا التجارب والدروس. بذلك يتعرى الوجه الحقيقي للدولة الفاشلة والتي تسقط جميع الأقنعة المزيفة من الديمقراطية الشكلية لتسفر عن وجه الدولة البوليسية. وليس من غريب الصدف أن يكون شكيب بنموسى هو من يتولى مهمة تمرير توصيات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في التعليم وتمرير نظام أساسي يسلعن خدمة التربية والتعليم وإغراقها في وحل الخوصصة الظاهرة أو المتخفية.