البيان الختامي للمجلس الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع

البيان الختامي للمجلس الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع




الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع: البيان الختامي للمجلس الوطني الخامس.





انعقد يوم الأحد 23 فبراير 2025، المجلس الوطني الخامس للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، وذلك تزامنا مع تشييع الشهيد حسن نصر الله الذي حظي بالتفاف شعبي قل نظيره، وتزامنا كذلك مع انطلاق الدراسة بغزة في ظل فرض المقاومة لسريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات وجلاء قوات الاحتلال بعد أزيد من 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية والعدوان على بلدان المنطقة.

إن حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني كانت حربا تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ـ زعيمة وراعية الإرهاب الدولي ـ دعما للعدو الصهيوني مسنودة بشكل غير محدود من طرف الدول الإستعمارية الغربية الكبرى.

ولازال اتفاق وقف إطلاق النار مستمرا رغم تهديدات العدو وخروقاته المتكررة ورغم التصريحات الفاشية الهوجاء للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة، وهو المخطط الذي فشل فيه الإحتلال وإدارة سلفه بايدن.

لقد فشل العدو في تهجير سكان غزة والقضاء على المقاومة فيها واسترجاع أسراه لديها وتحقيق ما كان يسميه نصرا مطلقا. وكشفت عملية تبادل الأسرى عن الحالة الصحية المزرية للأسيرات والأسرى الفلسطينيين وحجم العذاب الذي تلقاه هؤلاء على يد السجان الصهيوني المجرم وعن ممارساته السادية والعجز المطلق للمنتظم الدولي ومؤسساته عن اتخاذ أي إجراء ضد جرائم الحرب هذه ولإعمال وإنفاذ اتفاقية جنيف ذات الصلة بأسرى الحرب والنزاعات المسلحة.

أما في الضفة الغربية، فيسرع العدو من الاستيطان ونزع الأراضي وتجريف أحياء بكاملها ويقوم بأعمال إبادة وتطهير عرقي حقيقية في مناطق عدة مثل جنين وطولكرم وغيرها، ناهيك عن العربدة في القدس والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل قطعان المستوطنين تحت حماية شرطة الاحتلال التي أصبحت سياسة إجرامية راسخة لدى العدو الصهيوني والتي تشمل الكنائس المسيحية أيضا.

وإلى جانب ذلك، يرفض العدو سحب قواته من جنوب لبنان ويسعى إلى تمديد أمد سيطرته على عدد من المناطق بالجنوب إلى أجل غير مسمى، إضافة إلى عدوانه على سوريا حيث قام باحتلال مناطق شاسعة إثر سقوط النظام السابق في هذا البلد الذي يعاني الآن من الاحتلال الصهيوني فضلا عن مختلف أشكال الاحتلال والتواجد العسكري الأجنبي.

أما في بلادنا، ورغم جرائم الإبادة والتطهير العرقي التي تابعها العالم بشكل مباشر وأكدتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، أصر ولازال النظام المغربي على مواصلة علاقاته المتشعبة مع الكيان الصهيوني، وأخطر أشكالها رسو سفن متجهة نحو الكيان الصهيوني في ميناء طنجة، إضافة إلى ٱخر الأمثلة الدالة على ذلك، المتمثلة في مشاركة الكيان في معرض الصيد البحري “أليوتيس” بأكادير ورفع علم الكيان وسط هذه المدينة وكذلك مشاركة وزيرته في النقل في مؤتمر مراكش وتجرؤ المجرم غوفرين بكل وقاحة على السلطات المغربية حيث يحتج على إحراق علم الكيان اللقيط خلال التظاهرات الشعبية الداعمة للقضية الفلسطينية. ولم يكتف النظام بهذا وحسب، بل تمادى في اعتقال ومحاكمة أبناء شعبنا الأحرار مناهضي التطبيع.

إن المجلس الوطني الخامس، إذ يسجل نجاح أشغاله التي تميزت بكلمات ممثلي المكونات السياسية للجبهة والتي أكدت كلها على أهمية الجبهة والأدوار المشهودة التي لعبتها منذ تأسيسها وصيانتها وتطوير أدائها؛ وإذ يشيد بالروح الوحدوية التي سادت أشغاله، وبالمناقشة والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، وبرنامج العمل، وكذا برامج اللجن للفترة المقبلة، فإنه يعلن ما يلي:

1) يشيد عاليا باحتضان الشعب الفلسطيني لمقاومته وتشبته بأرضه، ويعتز بأداء المقاومة بمختلف فصائلها ومواقع تواجدها وإنجازها التاريخي، بغزة على وجه الخصوص، وينحني إجلالا وتقديرا واحتراما لأرواح الشهداء أطفالا ونساء ورجالا ومقاومين وقادة من مختلف الفصائل، ويتقدم بعبارات التعازي والمواساة لذويهم وللشعب الفلسطيني ككل، مؤكدا أن الجبهة ستبقى على الدوام وفية لدمائهم الزكية.
2) يستنكر تصريحات دونالد ترامب، رئيس الفاشيين الجدد في الإدارة الأمريكية ويعتبرها تصريحات منافية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني وتورط في جريمة إبادة وتطهير عرقي تستوجب المتابعة ويشيد بالمواقف الرافضة لهذه الدعوات التي تعد استمرارا للعدوان الأمريكي على الشعب الفلسطيني.
3) يدعو كل القوى المناصرة للحق إلى ممارسة أكبر الضغوط من أجل إلقاء القبض على المجرمين نتنياهو وغلانت ومحاكمتهما وفقا لقرار الجنائية الدولية.
4) يحيي كافة الدول التي جمدت علاقاتها مع الكيان الصهيوني وتلك التي منعت ووقفت في وجه تصدير العتاد الحربي للكيان الصهيوني، ويشيد عاليا بحملات الشباب والطلبة عبر العالم وكل أشكال التضامن الشعبية مع القضية الفلسطينية؛ وينبه إلى أن الهدنة، التي فرضتها المقاومة الفلسطينية بصمودها ووحدتها وثباتها، يجعلها العدو هشة بسبب تهديداته المتكررة؛ وهو ما يؤكد أن شبح الحرب لازال يخيم على المنطقة بكاملها وأن الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجودي، الأمر الذي يفرض الاستعداد للتضحية والوقوف في وجه كل المخططات الرامية إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتهجيره وشطب هويته.
5) يستنكر استمرار السلطات المغربية في استقبال السفن المتجهة نحو الكيان الصهيوني والتي رفضتها بلدان مجاورة باعتبار قبولها انتهاك للقانون الدولي ومشاركة في جريمة الإبادة الجماعية، مطالبا بجعل حد لهذا الوضع الذي يشكل خطرا على بلادنا.
6) يؤكد تصميم الجبهة على مواصلة العمل بعزيمة أقوى وروح وحدوية أعمق في نضالها من أجل إسقاط التطبيع وتجريمه، ودعما للمقاومة حتى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ، الأمر الذي يفرض تظافر جهود الجميع والرفع من وتيرة الأداء وتنويع أساليب النضال وإعطاء الأهمية اللازمة للمقاطعة المنظمة بمختلف أشكالها والاستفادة في هذا الإطار من المقترحات التي تقدمت بها مكونات الجبهة في اللقاءات الهامة التي نظمتها السكرتارية الوطنية معها.
7) يعتز بتأسيس “مغربيات ضد التطبيع” كإطار من إطارات الجبهة والذي يعد إضافة نوعية للجبهة وأداة لتوسيع فعلها النضالي في عمق الشعب المغربي، ويحيي بهذه المناسبة باعتزاز وإجلال قوة وتضحيات المرأة الفلسطينية وصمودها الشامخ في وجه العدو الصهيوني.
8) يستنكر القمع المسترسل الذي تواجه به الدولة مناهضي التطبيع وداعمي فلسطين من بينهم رضوان القسطيط فضلا عن 13 مناضلا في صفوف الجبهة فيما أصبح معروفا بملف مقاطعة كارفور بسلا، ويعبر عن تضامنه مع كل النشطاء المستهدفين بهذه الحملات القمعية ويتقدم بالتهنئة لكل من تم الإفراج عنهم.
9) يدين احتلال جنوب لبنان من طرف الكيان الصهيوني كما يدين احتلال سوريا أيا كان مصدره ويؤكد على ضرورة الجلاء الفوري لكافة القوات والقواعد الأجنبية عن هذا البلد، وعلى حق الشعب السوري في تحديد مستقبله وتقرير مصيره بحرية واستقلال، ضمن إطار ديمقراطي يحفظ وحدة الشعب السوري وأراضيه، ويصون استقلاله عن أي وجود أجنبي. كما يشدد على أهمية بقاء سوريا داعمة للقضية الفلسطينية، ومحصنة ضد أي محاولات اختراق صهيوني.

المجلس الوطني الخامس.
23 فبراير 2025.