السودان: حوار مع المسؤول السياسي للشيوعي بالعاصمة القومية…

السودان: حوار مع المسؤول السياسي للشيوعي بالعاصمة القومية…




الميدان تحاور المسؤول السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة القومية…
حاوره الحاج عبدالرحمن الموز
الميدان4371،، الثلاثاء 30 سبتمبر 2025م

المسؤول السياسي للحزب الشيوعي السوداني بالعاصمة القومية يطالب بإعلان العاصمة منطقة كوارث صحية.
حكومة الخرطوم فرطت في حياة المواطنين وأوقعتهم بين مصاب بحمي الضنك أو الملاريا أو الكوليرا أو ميت بسبب هذه الأوبئة.
الحكومةعجزت عن تقديم الخدمات الطبية للمواطنين وإعلان الكوارث يسمح بتدخل المنظمات الطوعية الدولية لمساعدة الناس.
تسليع الخدمات الطبية والعلاج أدي لارتفاع الأدوية بشكل جنوني.
ندعو لتوفير الأدوية للمواطنين وتطهير الإمدادات الطبية من الفاسدين.





طالب محمد المختار محمود المسؤول السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة القومية، إعلان ولاية الخرطوم منطقة كوارث صحية جراء تفشي أوبئة حمي الضنك والملاريا والكوليرا بها، وإصابة العديد من المواطنين بتلك الأوبئة مما أدى لحدوث وفيات بينهم خاصة بحمى الضنك. وأشار في الحوار الذي أجرته معه (الميدان) إلي عجز السلطات بالولاية إزاء ذلك.
ودعا إلي إعلان العاصمة منطقة كوارث صحية، الأمر الذي يسمح بتدخل المنظمات الطوعية الدولية لمساعدة الناس لمواجهة هذه الأوبئة.

وإستغرب دعوة حكومة الخرطوم للمواطنين الذين شردتهم الحرب بالعودة في ظل هذه الأوضاع. وأشار إلى التفلتات الأمنية بالعاصمة وإنتشار السلاح بيدي البعض مقابل قلة عدد أفراد قوات الشرطة في الأحياء، مما أدى لمقتل عدد من المواطنين. فالي مضابط الحوار.

• محاكمة الجناة
تمر خلال هذا الشهر الذكري الثانية عشر لإنتفاضة سبتمبر المجيدة 2013، التي قدم ما يفوق المائتي سوداني دمائهم الطاهرة فداءاً للوطن وضد حكم المخلوع عمر البشير. ماذا تود أن تقول بهذه المناسبة؟
= شهداء هبة سبتمبر لا زالت دمائهم الطاهرة تنادي بالقصاص، لأن هذه الدماء لا تسقط بالتقادم. لذلك يجب تقديم الجناة للمحاكم جراء ما إقترفوه بحق الشهداء. ونظام المخلوع البشير عزا تلك الجرائم لطرف ثالث لكنهم هم الطرف الثالث، من أمن ودعم سريع وغيرهم ممن شارك في قتل الشهداء. ونطالب بمحاكمة القتلة والمخططين للجرائم ومن نفذوها، والقصاص منهم، وكذلك القصاص لضحايا مجزرة القيادة العامة وشهداء المواكب قبل إنقلاب
25 أكتوبر وبعد الإنقلاب وخلال الحرب.

• إستهتار السلطات

كيف يري الحزب الشيوعي بالعاصمة القومية، الأوضاع الصحية الحالية خاصة في ظل إنتشار بعض الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا؟
= الوضع الصحي بالعاصمة كارثي ويستدعي إعلانها منطقة كوارث صحية بما يسمح للمنظمات الدولية التدخل لمساعدة المواطنين. وفي الحقيقة تعاملت معه السلطات في الولاية بإستهتار كبير، وهذا يمثل تفريط في حياة المواطنين الذين سقطوا ضحايا نتاج لهذه الكوارث الكبيرة. وفي حالة عجز السلطات عن تقديم الخدمات الصحية للمواطنين وإنقاذ حياتهم كان حري بها إعلان الولاية منطقة كوارث صحية وهذا أمر حقيقي لكنها لم تفعل ذلك ونحن نطالبها الآن بإعلان ذلك.

حمي ضنك وملاريا وكولبرا
هل الأمر يستدعي ذلك حقاً؟

علي أرض الواقع الوضع الصحي بالعاصمة متردي جداً، بينما المؤسسات الصحية من مستشفيات ومراكز صحية ومعامل لا تتناسب مع حجم الأزمة وكم الأمراض، من ملاريا وحمى الضنك والكوليرا والإسهالات المائية ولسعات العقارب والثعابين وأمراض الجهاز التنفسي، هذا بالإضافة للأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري.

تسليع العلاج
ألم يتوفر العلاج والدواء للمواطنين؟

= بكل بساطة تم تسليع الخدمات الصحية من علاج وإدوية مما أدى لإرتفاع جنوني في أسعار الدواء بالعاصمة، وظهر في المشهد تجار الأزمات دون رقيب أو حسيب، لذلك نطالب بتوفير الأدوية للمواطنين وأن تقوم الإمدادات الطبية بتأمينها، لكن قبل ذلك يجب تطهير الإمدادات من الفاسدين. كما نطالب وزارة الصحة بفتح المستشفيات والمراكز الصحية التي توقفت عن الخدمة علي خلفية الحرب الدائرة الآن بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، وصيانتها وتوفير المعينات المطلوبة لتشغيلها. المرضى وذويهم يعانون الآن من مشقة الحصول على العلاج والأدوية وعندما تكون قريبة ترفع عنهم تكلفة الترحيل والمعاناة.

• البعوض والذباب

إذاً حكومة الولاية لم تتعامل مع جانب اصحاح البيئة بالشكل المطلوب خلال الخريف؟
= الخرطوم ولاية ملوثة ومتردية بيئياً، والسلطات علي علم بمخاطر الخريف ولم يفاجئها وتدرك خطورة البعوض والذباب الناقل للأمراض، ولكنها رغم ذلك لم تستعد بالتالي إنتشرت نواقل الأمراض نتاج لتدهور الوضع البيئي من برك وجداول مليئة بالمياه وكذلك إمتلاء الميادين. ورغم كل هذه المؤشرات لم تتحرك الولاية والنتيجة ما نشاهده ونعيشه الآن من إنتشار الأوبئة. ونستطيع القول بأنه لا يوجد منزل لم يصاب فيه أحد او مجموعة بواحد من هذه الأمراض. وحتي الرش بالطيران لم يثمر عن شي لأن الحال في حاله.

ولنا أن نسأل الولاية لماذا لم تستعن بسلاح المهندسين الذي يملك آليات لفتح جداول المياه وتصريفها وتجفيف البرك بعد تصريف المياه؟.

ونقول إنه نتيجة لتدهور صحة البيئة حدثت جملة من الوفيات بين المواطنين نتيجة الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك والملاريا والإسهالات.

نهب مسلح وعصابات

ما هو تقييمكم للوضع الأمني في الولاية؟

= الوضع الأمني في الولاية متردي هو الآخر، من ناحية تفلتات ونهب مسلح ونشاط للعصابات وإنتشار السلاح في أيدي البعض، وهذا يقابله قلة في عدد رجال الشرطة في الأحياء مما أدى لقتل عدد من المواطنين. ومع كل ذلك لاتملك الولاية خطة لجمع السلاح من المتفلتين وضبطه في أيدي القوات النظامية. والمطلوب الآن أن تكثف الشرطة دورها المدني لحماية المواطنين، الأمر الذي يستدعي تأهيلها وتوفير المعينات لها، مراجعة قانون الشرطة لصالح دورها المدني في حماية الناس، بجانب سرعة الإجراءات وتوفير أرقام هواتف يستنجد بها المواطنين، كما نطالب بتحسين إجور أفرادها.
مناطق الألغام.

ماذا بشأن مخلفات الحرب بالعاصمة؟
بالطبع وقعت حوادث نتيجة لإنفجار ألغام، لذلك لابد من حصرها وتحديد أماكنها ووضع إشارات ليتجنب الناس مكانها وإزالتها، لكن نريد أن نشير أيضاً لبعض إفرازات الحرب وهي إنتشار المخدرات بكل أنواعها بالعاصمة، وكانت تباع جهاراً نهاراً، لكنها الآن تباع بواسطة تجار. ومحاربتها تتطلب أيضاً توفير وسائل عمل للشباب للحد من البطالة بجانب التوعية بمخاطرها.

ماذا بشأن المواطنين المصابين جراء الحرب؟
= بالطبع هناك متضررين بالإصابات جراء الحرب ولابد من مساعدتهم وتقديم العون لهم لأن العلاج الخاص بهم مكلف جداً، وندعو لمعالجتهم مجاناً.

• العام الدراسي

ما تقييمكم للخطوات التي نفذتها حكومة الخرطوم لإستئناف العام الدراسي؟
= المسوؤلون في السلطة لا يتحدثون الحقيقة ومدير الشؤون التعليمية بمحلية الخرطوم صرح في بداية سبتمبر بإكتمال العام الدراسي بنسبة مائة في المائة،وحسب بيان لجنة المعلمين هذا غير حقيقي. وفي نفس الوقت قال المدير التنفيذي للمحلية أن الكتاب المدرسي توفر بنسبة مائة في المائة، وهذا غير صحيح لأنه توفر في الأسواق وليس عبر الوزارة. وهذا مكلف لأولياء الأمور في ظل الحرب لأنهم لا يملكون مصادر دخل ثابتة، كما أن البيئة بهذه المدارس غير صالحة للتعليم لإنقطاع الكهرباء وعدم وجود المياه، كما أن هناك مدارس بها أجزاء منهارة مما يشكل خطراً على التلاميذ، بجانب إمتلاء المدارس بالحشائس.

ونقول أيضاً أن بالمرحلة الثانوية في محلية الخرطوم إفتتحت 10 مدارس بنين و 15 مدرسة بنات من جملة ٥٤ مدرسة ثانوية، ونلاحظ أن محلية الخرطوم خالية تقريباً من السكان، وأن عدد الطلاب الموجودين 373 طالباً، بينما الطالبات في هذه المدارس عددهن ٦٥١ طالبة، في حين أن جملة المعلمين والمعلمات 187 بينما تحتاج كل مدرسة إلي ١٥ منهم أي أن النقص يصل إلى 193 معلم ومعلمة في المرحلة الثانوية، وذلك حسب إحصائيات المرحلة الثانوية بالمحلية.
نحن في الحزب الشيوعي بالعاصمة القومية مع إستئناف العملية التعليمية، لكن بعد زوال كل ما يعوق إستئنافها بجانب توفير كل المتطلبات اللازمة ليتم الإستقرار. كما نطالب بتوفير متأخرات المعلمين والمعلمات وكافة إستحقاقاتهم.

• الكهرباء والماء

كيف تنظر لدعوة حكومة الخرطوم للعاملين والمواطنين بالعودة إلي الولاية في ظل الظروف الحالية؟
نحن نستغرب كيف تطالب السلطات بالخرطوم المواطنين والعاملين بالعودة في ظل التدهور الصحي والأمني الحالي، فإذا كان مجتمعك مريض بنسبة تسعين في المائة فإن هذا يعني عدم توفر الإنتاج. بجانب عدم توفر الكهرباء والماء أو إنقطاعها لفترة طويلة في المناطق التي عادت لها. وفي إمبدة يضطر الناس للحفر في الشوارع لأجل الحصول على الماء،وهذا يعني مياه غير نقية. وكيف تطالب بالعودة والعملية التعليمية لا تستوعب الطلاب سواء في القطاع الخاص او الحكومي. وكيف تطالبهم بالعودة مع عدم توفر مصادر الدخل في الغالب، وهناك موظفين لم يتلقوا رواتب منذ عامين كما أن معظم المصانع متوقفة. وكيف تطالبهم بالعودة وحكومة الولاية تحارب الحرفيين وتزيل مصادر رزقهم، دون توفير تعويض لهم. فكيف يعيش هؤلاء الناس.

ماذا بشأن دار الحزب؟
= نحن في إنتظار رد المدير التنفيذي لمحلية أمدرمان على المطالبة التي سلمناها له بشأن إعادة دار الحزب الشيوعي بالعاصمة القومية.