توجهات دولية في الحرب التجارية الضروس

توجهات دولية في الحرب التجارية الضروس




توجهات دولية في الحرب التجارية الضروس





تفاعلت الصين مع ترامب في لحظتها وفرضت ضرائب جمركية مماثلة على الولايات المتحدة….. في حين ان الاتحاد الاوروبي ليس قادرا على اخذ اي مبادرة الى حدود الآن…

السر في ذلك أن عدد المأجورين في قطاع الخدمات بفرنسا يمثل %78 وفي ألمانيا 72% وفي الصين 46% فقط من مجموع القوى العاملة حسب احصائيات 2023.

أما في الولايات المتحدة فعدد مأجوري قطاع الخدمات يمثل 80%، رغم ذلك استطاعت أن تحافظ على فرق قوة في مجالات البحث والتنمية بخلاف الاتحاد الاوروبي الذي يعتمد كثيرا على الاختراعات التكنولوجية الأمريكية في الصناعات الحديثة…

ملحوظة: تفشي قطاع الخدمات بالدول الرأسمالية المتقدمة هو نتيجة لهيمنة الرأسمال المالي العالمي على اقتصاديات هذه الدول وتفشي التوجهات القومية والعنصرية في هذه الدول مصدره كون تكنولوجيات الاتصالات التي تطورت في خدمة الراسمال المالي المعولم منذ تسعينيات القرن الماضي ساهمت في التقسيم اللامتناهي لسلاسل الانتاج ما يجعل العاملين في قطاع الخدمات يحسون بأنهم لا ينتجون فائض القيمة مباشرة ويعتبرون وظائفهم “بولشيت Bullshit” (حسب تعبير دافيد كريبر) ما يجعلهم يفقدون الثقة في اعمالهم (براون اوت) ويضمرون الحقد للمهاجرين الذين يقومون بالاشغال الشاقة النظافة البستنة، المطاعم…) التي تدمج في انتاج فائض القيمة مباشرة… ويعتبرون أن هؤلاء قد استولوا على وظائفهم… القاعدة الانتخابية لترامب تتشكل من هذه الفئة العريضة من المأجورين الذين يحتلون المراتب الدنيا في سلاسل الانتاج بقطاع الخدمات والشعارات المستحيل تحقيقها في المدى المنظور التي يرفعها ترامب حول اعادة تصنيع امريكا وجعلها قوة من جيد تتجاوب مع الوعي الحسي ومع مطامح هذه الفئة العريضة التي تحس بان الاشغال التي تقوم بها تدخل في مجال “Bullshit jobs” ولا تحصل منها اي فـ قيمة معنوية في حياتها التعيسة.

ملحوظة 2 : تراجع القوى الشيوعية عبر العالم يجد تفسيره المادي في تفشي قطاع الخدمات المرتبط بهيمنة الرأسمال المالي المعولم… يضيق المجال للخوض في هذا الموضوع.