النهج الديمقراطي: نداء فاتح ماي 2021
الكتابة الوطنية النهج الديمقراطي
نداء بمناسبة فاتح ماي 2021
ــ لا لاستغلال جائحة كورونا للمزيد من قهر الشغيلة.
ــ معا في مواجهة المخزن والرأسمالية المتوحشة وتقوية العمل النقابي الوحدوي والتقدمي
وبناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين.
بمناسبة فاتح ماي، عيد الشغل الأممي، يحيي النهج الديمقراطي بحرارة الطبقة العاملة وعموم الكادحين والنقابيين والمعطلين، نساء ورجالا، وسائر النقابات والتنسيقيات المناضلة، مع متمنياته لهم بالانتصار في كفاحهم المجيد من أجل التصدي لجشع واستغلال الرأسمالية التي لجأت كعادتها عند مواجهة الأزمات الاقتصادية، إلى حل الأزمة الناتجة عن جائحة كورونا على حساب الطبقة العاملة وعموم الكادحين/ات وسائر الفئات الشعبية.
جماهيرنا العمالية والكادحة
تعيش بلادنا، منذ بداية مارس للسنة الماضية أي منذ حوالي 14 شهرا، كما هو الشأن بالنسبة لمعظم بلدان العالم، تحت وطاة جائحة كورونا التي أدت في المغرب، ليس فقط إلى أزيد من نصف مليون من المصابين/ات وحوالي 9000 من الوفيات حسب المعطيات الرسمية، بل كذلك إلى إغلاق الآلاف من المؤسسات الاقتصادية وتسريح وتجويع مئات الآلاف من العاملات والعمال، والتنامي المهول للعطالة، والمزيد من هشاشة الشغل، وتقليص الأجور، وتكثيف الاستغلال، والانتشار الفضيع للفقر، وعجز المنظومة الصحية عن الاستجابة لحاجيات المواطنين/ات، ومواصلة تخريب المدرسة العمومية خاصة عبر تشجيع الخوصصة والتوظيف بالعقدة وضرب مكتسبات الشغيلة التعليمية.
وبقدر ما قامت الدولة بدعم الباطرونا لمساعدتها على تجاوز الأزمة، أهملت مشاكل الشغيلة وعموم الجماهير الشعبية التي لم تعد قادرة على مواجهة أعباء الحياة اليومية رغم صمودها وتضحياتها ونضالاتها الشجاعة.
وقد لجأت الدولة إلى سن حالة الطوارئ الصحية وتمديدها باستمرار، مستفيدة منها لكبح الاحتجاجات النقابية والتحركات النضالية للجماهير الشعبية المتضررة من تداعيات الجائحة.
لقد استغلت الدولة المخزنية والرأسمالية المتوحشة ظروف الجائحة لتعميق المنحى نحو الخوصصة، والعمل بالعقدة، والسمسرة في اليد العاملة، وللمزيد من قهر الشغيلة والإجهاز على الحريات العامة والفردية والحريات النقابية، محاولة فرض قوانين تراجعية خطيرة، وفي مقدمتها القانون التكبيلي لحق الإضراب والقانون التحكمي في نقابات الشغيلة والإجراءات القانونية الانتكاسية لتعديل مدونة الشغل والمخططات التخريبية للقطاع العمومي. وها هي الدولة اليوم بعد أن فرضت المصادقة بالإجماع على القانون الإطار للحماية الاجتماعية، تحاول إيهام المواطنين/ات بأن خطتها الغامضة للحماية الاجتماعية ستحل مشاكلهم الاجتماعية. إن الذين يعتقدون أن الرأسمالية المتوحشة ستناصر تعميم الحماية الاجتماعية ولو في حدها الأدنى، كمن يعتقد أن المخزن يمكن أن يناصر الديمقراطية وحقوق الإنسان.
جماهيرنا العمالية والكادحة
إن الأوضاع المزرية التي تعاني منها الطبقة العاملة وعموم الكادحين/ات والتي كشفت عنها جائحة كورونا هي نتيجة لــ :
– هيمنة الإمبريالية ومؤسساتها الدولية والرأسمال الأجنبي على ثروات بلادنا، وتحكمها في السياسات العمومية، والاستغلال المكثف لجماهير العمال والكادحين من طرف الكتلة الطبقية السائدة، المكونة من ملاكي الأراضي الكبار والبرجوازية الكبيرة التبعية؛ كل هذا برعاية الدولة المخزنية الأداة السياسية لحماية مصالحهم.
– اختلال موازين القوى لصالح الباطرونا بسبب التراجع الخطير الذي أصبحت تعيشه الحركة النقابية العمالية ببلادنا، الناتج عن العدوانية التي تمارسها الباطرونا المدعومة من طرف المخزن وعن ضعف الالتزام بالمبادئ الأصيلة للعمل النقابي: “خدمة الطبقة العاملة وليس استخدامها”، الوحدة والتضامن والاستقلالية والديمقراطية والتقدمية والجماهيرية، ربط العمل النقابي من أجل تحقيق المطالب الآنية بالعمل النقابي ذي البعد الاستراتيجي من أجل الاشتراكية والقضاء على الاستغلال الرأسمالي.
– افتقاد الطبقة العاملة لحزبها السياسي الذي يشكل أداتها الثورية للدفاع عن مصالحها كطبقة وعن مصالح عموم الكادحين.
– افتقاد الطبقة العاملة وعموم الجماهير، لجبهة ديمقراطية توحد العمل المشترك لسائر القوى الديمقراطية، وللجبهة الشعبية الواسعة الكفيلة بتوحيد نضالات الشعب المغربي من أجل تخليصه من الاستبداد والفساد سيرا على طريق بناء نظام ديمقراطي يحقق الكرامة والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وسائر حقوق الإنسان للجميع.
جماهيرنا العمالية والكادحة
إن الرأسمالية وضعت دوما مراكمة الأرباح فوق أي اعتبار. فيكفي ان نذكر بمحرقة شركة روزامور بالدار البيضاء في 26 أبريل 2008 التي خلفت وفاة 55 عاملة وعامل حرقا وعشرات الجرحى منهم 12 معطوبين/ات، وفاجعة طنجة في 8 فبراير من هذه السنة والتي توفى خلالها 28 عاملا وعاملة غرقا تحت الماء بمعمل “سري” للنسيج، وعشرات الآلاف سنويا من ضحايا حوادث الشغل وتغييب شروط الصحة والسلامة بالمعامل والأوراش والضيعات وخلال التنقل للعمل. ومع جائحة كورونا، إن الرأسمالية المتوحشة بإجراءاتها الطبقية اللاإنسانية عرضت وتعرض أكثر حياتكم للخطر وأوضاعكم ومستقبل أبنائكم وبناتكم للمجهول. لذلك فإن المهمة الملحة اليوم، هي تعبئة كل القوى الديمقراطية والحية للتخلص من نظام حالة الطوارئ الصحية وما صاحبها من تغول للدولة البوليسية، وللرجوع للأوضاع العادية، مع التعميم الفوري للتلقيح ضد كورونا بدون تماطل إضافي، ومع اتخاد الإجراءات الاحترازية المعقولة بعيدا عن العشوائية الهادفة إلى المزيد من التحكم السياسي.
إننا نجدد، بمناسبة عيد الشغل لهذه السنة، مناداتكم إلى المشاركة الواعية والفاعلة في بناء حزبكم، حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين، باعتباره من جهة أداة لتقوية وتعزيز وتوحيد العمل النقابي على أساس مبادئه الأصيلة، ومن جهة أخرى وسيلة لتخلصكم من وصاية الأحزاب المخزنية والأحزاب البرجوازية بمختلف أصنافها، وتمكينكم من تقرير مصيركم والتخلص من الاستبداد المخزني والاستغلال الرأسمالي، وبناء المجتمع الوطني الديمقراطي الشعبي في أفق بناء المجتمع الاشتراكي المنشود، المجسد للسلطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للطبقة العاملة، مدعومة بعموم الكادحين/ات.
إننا في النهج الديمقراطي، إذ نعتبر أن النهوض بالعمل النقابي التقدمي وبناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين مسيرة واحدة، ندعو طلائع العمال والفلاحين وباقي الكادحين إلى الانخراط فيها. وفي هذا الإطار، ننادي بحرارة إلى الوحدة النضالية والنضال الوحدوي في أفق الوحدة النقابية التنظيمية المنشودة، وهي الدعوة الموجهة أولا وقبل كل شيء لمركزيتي الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، وكذا لسائر النقابات والتنسيقيات والتنظيمات الفئوية والمهنية المناضلة وهيئات الدفاع عن المعطلين.
ولا يفوتنا، في الأخير أن:
ــ نؤكد مطلبنا باحترام حقوق العمال وكافة حقوق الإنسان ببلادنا، بدءا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم معتقلي حراك الريف والصحفيين والمدونين الأحرار.
ــ نجدد إدانتنا للتطبيع الخياني لعدد من الأنظمة العربية، ومنها المغرب، مع الكيان الصهيوني ودعمنا لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل القضاء على الاستعمار الصهيوني وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية وعاصمتها القدس فوق كامل التراب الفلسطيني؛ كما نؤكد تضامننا مع كافة الشعوب، في مواجهة محنتها الحالية مع جائحة كورونا وفي نضالها الدؤوب ضد الامبريالية والرجعية، وفي مقدمتها شعوب اليمن والسودان ولبنان وسوريا والجزائر وفينزويلا.
ــ عاش التضامن العمالي الأممي
ــ عاشت الحركة النقابية العمالية المغربية موحدة ومناضلة
ــ عاشت الطبقة العاملة سيدة نفسها وطليعة للكفاح الشعبي
ــ عاش الشعب