كلمة عائلات الضحايا في الذكرى الأولى لفاجعة معمل طنجة خلال الوقفة الاحتجاجية
كلمة عائلات ضحايا فاجعة طنجة
باسم عائلات شهيدات وشهداء فاجعة طنجة, نشكر كل العاملات والعمال وكل الإطارات المناضلة الحاضرة معنا اليوم في الذكرى النصف سنوية على مرور فقدان عشرين شهيدة وتسع عمال في وحدة للنسيج يوم 8 فبراير التي تفتقر إلى أبسط شروط الصحة والسلامة.
اليوم تحل الذكرى النصف سنوية على مرورالفاجعة. ذكرى ستبقى سوداء في ذاكرتنا وفي ذاكرة الشعب المغربي. هذه الفاجعة التي أودت بحياة فلذات أكبادنا واخواننا وأخواتنا, نتيجة الاستهتار بأرواح العاملات والعمال ونتيجة لتغول الباطرونا وركضها وراء مراكمة الأرباح ولو على حساب الأرواح.
وحتى لاننسى شهدائنا وشهيداتنا ومن أجل حفظ الذاكرة وحتى لايقبر هذا الملف اخترنا تخليد هذه الذكرى تحت شعار ” من أجل كرامة وحقوق شهداء فاجعة طنجة”
لقد مرت ستة أشهر على الكارثة التي هزت الرأي الوطني والدولي وتألمت لها كل الضمائر الحية، الفاجعة التي لم تحرك قلوب من ليس لهم قلب من مسؤولين وباطرونا وكل المتورطين في الحادث. ستة أشهر عانت فيها الأمهات والآباء والاخوة كثيرا وأهرقت دموع غزيرة قابلها صمت ذريع من طرف السلطات والمؤسسات التي تتحمل المسؤولية المباشرة في الفاجعة.
أيها العمال والعاملات والحاضرين:
فلقد راسلت العائلات رئيس الحكومة للمرة الثانية ولا من مجيب سوى الصمت واللامبالات والاستهتار بأرواح الناس.فالكل يعلم أن الضحايا قد رضوا بشروط الاستعباد والاستغلال من اجل لقمة العيش و كانو المصدر الوحيد لعيش أسر تحت عتبة الفقر. فمنهم من هم بدون مأوى ومنهم من هو مهدد بالافراغ من مسكنه ومنه من يعاني أمراض نفسية وعضوية نتيجة الحادث.
أيها العمال والعاملات والحاضرين :
إن هذه الفاجعة هي نتيجة التراجعات الخطيرة في المكتسبات التي ناضل عليها شعبنا وأزهقت فيها أرواح من أجل ان ينعم المواطن المغربي بالكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية. الآلاف من التسريحات الجماعية والطرد التعسفي للعاملات والعمال وعدم احترام شروط الصحة والسلامة المنصوص عليها في مدونة الشغل وتشريد الأسر وعدم الاستقرار في العمل، الحرمان من الحق في الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية والتحرش وغياب شروط الكرامة. كلها مؤشرات تدل على مدى تغول الشركات وخاصة الأجنبية والماركات العالمية التي تستغل بناتنا وأبناءنا بدم بارد وكذا حماية الدولة لها والتستر عنها مما يدل على غياب أية إرادة حقيقية للتغيير.
مما زاد الوضع تأزما الوضع الصحي الذي فرضته جائحة كورونا، والذي عرى وكشف واقع المعامل والظروف الغير الصحية والغير قانونية التي يشتغل فيها العمال.حيث كان العامل مجرد أداة للاستغلال وجني الأرباح ولو على حساب حياته وصحته.
فنضالنا مازال مستمرا من أجل كرامة شهدائنا وشهيداتنا من أجل كشف الحقيقة كل الحقيقة حول الحادث وتقديم كل المتورطين إلى العدالة وجبر الضرر المادي والنفسي لأسر الضحايا المكلومة وتمتيعهم بالتغطية الصحية والحماية الاجتماعية وذلك حتى لايتكرر ماجرى.
في الأخير نشكركم مجددا على دعمكم ودعمكن لقضيتنا التي هي قضيتكم بالأساس, فبتضامنكم الحقوق ستعود فما لا يحقق بالنضال سيحقق بمزيد من النضال.
مزيدا من الصمود والنضال حتى تحقيق المطالب.
فلن تخسروا سوى قيودكم وأغلالكم.
09 غشت 2021