بيان الكتابة المحلية للنهج الديمقراطي بمراكش
بيان الكتابة المحلية للنهج الديمقراطي بمراكش
أصبح من الواضح الآن أمام كل متتبعّ لسير حملة الانتخابات المخزنية التي يعرفها المغرب هذه الأيام حجم السقوط والانحطاط السياسي والأخلاقي الذي أبانت عنه ممارسات الأحزاب المخزنية المشاركة في هذه الطبخة الانتخابية؛ ففي كلّ يوم تطلع علينا وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض قنوات الإعلام الخصوصية بصور تعكس الطبيعة الحقيقية لهذه الحملة بعيدا عن مساحيق الإعلام الرسمي؛ لقد عاين المواطنون كل أنواع الفساد الانتخابي من شراء للذمم، الى استغلال النساء والأطفال ـ الفقراء طبعا ـ إلى توزيع الوعود الكاذبة، ونشر الأوهام والمغالطات، وغض الطرف عن استعمال المال بشكل فاحش.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى إطلاق يد فرق البلطجية وذوي السوابق والتستر عليهم، والأعظم من هذا السماح لهم ولذويهم بالترشح مما حوّل بعض شوارعنا إلى ساحات للمعارك الطاحنة بين أنصار بعض المرشحين، معرضين بذلك المواطنين إلى الترويع، علاوة على عدم احترام كل الاجراءات الحمائية الكفيلة بالحد من انتشار عدوى الجائحة؛ لقد عاينا مجموعة من التجاوزات في هذا الباب من قبيل حشد أعداد هائلة من المشاركين دون مراعاة لشرط التباعد الضروري، وتوزيع المناشير يدا بيد، وتنظيم التجمعات في الشارع العام، واقتحام الأماكن المغلقة بأعداد كبيرة، وغيرها من الخروقات. وعلى الرغم من ذلك لم تحرّك الأجهزة المعلومة ساكنا للحدّ من هذه التجاوزات، وضمان أمن وسلامة المواطنين المروعين …
لكن عندما يتعلق الأمر بحملة المقاطعة التي يقودها النهج الديمقراطي، فإن الأمر يختلف تماما؛ لقد عرفت حملة المقاطعة هاته في أسبوعها الثاني، والذي تميز بنزول مناضلات ومناضلي النهج الديموقراطي في أكثر من موقع الى ساحات النضال، حيث خاضوا حملات ميدانية للدعوة الى مقاطعة الانتخابات المهزلة، تعرضوا خلالها لكل أشكال القمع والتنكيل، وسخرت الأجهزة المعلومة كل إمكانياتها لعرقلة أداء مناضلينا من حيث تسخير جماعات البلطجة لممارسة الترهيب عليهم، وتعريضهم للتعنيف والسب والقدف البذيئين، ولكل الأساليب اللاأخلاقية المنحطة. ولا عجب في ذلك لقد سمحت وزارة الداخلية لبعض البلطجيين حتى بالترشح لتمثيل المغاربة في الأجهزة الشكلية.
كما شاركت الأجهزة الأمنية المخزنية في قمع المناضلين مستعملة أساليبها المعتادة من ضرب ورفس وسحل وتمزيق ومصادرة اللافتات والنداءات، واعتقال واحتجاز بعض مناضلينا في مخافر الشرطة لساعات؛ حيث لجأت ذات الاجهزة إلى اعتقال الرفيقين أحمد الهايج والميلودي الكبير في خطوة انتقامية متهورة، وفي تصعيد خطير يؤشر على الطبيعة الحقيقية للنظام المخزني، ولتوجهه الاستبدادي.
ولم يقف القمع عند هذا الحد، بل بلغ بهم الأمر إلى الاعتداء الجسدي الجبان على مناضلينا الصامدين وعلى رأسهم كاتبنا الوطني الرفيق المصطفى البراهمة يوم 4 ستنبر 2120 بدرب السلطان ـ الدار البيضاء.
إننا في النهج الديموقراطي بمراكش، ونحن نقف على هذه المعطيات، وعلى هذا المنحى الخطير الذي أخذته الأحداث فإننا نعلن ما يلي:
ـ استنكارنا الشديد لكل أشكال القمع والتضييق التي يتعرض لها مناضلات ومناضلو النهج الديمقراطي في دعوتهم لمقاطعة انتخابات 8 شتنبر 2120، ونعلن أن موقف المقاطعة هو موقف سياسي مشروع ديموقراطيا وشعبيا، ويصطف بشكل موضوعي إلى جانب الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي الرافض لمهزلة الانتخابات المخدومة والعديمة الفائدة. ونعلن بنفس الوقت عن تشبتنا المطلق بحقنا في مقاطعة هذه المسرحية البئيسة.
ـ ندين وبكل قوة الاعتداءات الجسدية الشنيعة التي تعرض لها مناضلونا أثناء ممارستهم لحقهم المشروع في التعبير عن موقفهم، وعلى رأسهم كاتبنا الوطني. كما ندين وبنفس القوة اعتقال الرفيقين أحمد الهايج والميلودي الكبير وكذلك رفاقنا بكلميم، وتعريضهم للتفتيش والاحتجاز، واختطاف الرفيق علي فقير من المحمدية، ونطالب بالوقف الفوري لكل هاته الاعتداءات الجبانة، ونؤكد على إصرارنا الكبير على الدفاع عن مواقفنا الثابتة بكل الوسائل المشروعة.
ـ ندعو كافة الطبقات الشعبية المغربية إلى التعبئة من أجل الوحدة وبناء أدوات دفاعها الذاتي الكفيلة وحدها ببناء البديل أمام تنظيمات المخزن ـ أجهزة ومؤسسات ـ في طريق بناء سلطة شعبية بديلة.
ـ ندعو العاملات والعمال المغاربة الى الانخراط العملي في بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين، باعتباره الحزب الطبقي للعمال والمع بّر الحقيقي عن مصالح الطبقة العاملة وعموم الكادحين والقادر على خوض الصراع نحو التحرر والانعتاق.
ـ ندعو مرة أخرى كافة المغاربة إلى مقاطعة انتخابات الواجهة والتعبئة من أجل بناء بديل وطني، شعبي، ديموقراطي يسوده العدل والمساواة والحرية.
الكتابة المحلية للنهج الديمقراطي بمراكش.
بتاريخ 10 شتنبر 2120.