العدد 439 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
تعود الجريدة في عددها هذا للمسألة الثقافية، وتمتح هذه العودة دواعيها أولا من أهمية المجال الثقافي في صيرورة التقدم الشامل للشعوب، بل قد تكون من ضرورات هذا التقدم، وثانيا لكون الثقافة كانت باستمرار مواكبة للصراع الطبقي، ولنا في عدة إبداعات وإنتاجات ثقافية على امتداد تاريخ الصراع الطبقي دليل على ذلك. وتاريخ الصراع الطبقي في المغرب شاهد أيضا، فالمخزن الممثل للكتلة الطبقية السائدة تبنى على مر صراعه مع جماهير الشعب المغربي ثقافة التجهيل والتضليل وتزييف الوعي الفردي والجمعي، وتشجيع الثقافة التافهة ،ونشر الفكر الخرافي، كل ذلك إبعادا للمغاربة عن الصراع من اجل الحقوق والحريات وضمانا لاستدامة الاستبداد المخزني والفساد والاستغلال الرأسمالي الامبريالي والمحلي. وشحذ لذلك أسلحة تتنوع ما بين الترغيب، بتوزيع سخي للريوع على المثقفين الذين قال عنهم لينين أنهم” أكثر الناس قدرة على الخيانة، لأنهم أكثرهم قدرة على تبريرها “،والترهيب والتخويف بمنع كل أشكال الثقافة العقلانية التقدمية المناهضة للثقافة المخزنية وخلق مختلف أنواع العراقيل أمام انتشارها بين أوساط الجماهير الشعبية. انطلاقا من هذا المنظور للشأن الثقافي كواجهة للصراع الطبقي تهتم محاور الملف بقراءة للسياسة الثقافية المخزنية، وبتحليل إشكالية المثقف بين الحياد والانحياز، وبإجابات عن المشروع الثقافي للطبقات ذات المصلحة في التغيير الثوري .