في تحويل الهزيمة إلى مصدر الهام
في تحويل الهزيمة إلى مصدر الهام
إذا لم تفقد حياتك في معركة وإذا تعرضت إلى هزيمة فواجبك إذا كنت ترغب في مواصلة المعركة هو الا تجعل الهزيمة تكسرك وعليك بتحويلها إلى مصدر الهام وهذا تصرف علمي وجدلي . في هذا الصدد نقتبس من مذكرات الجنرال غوستاف كلوزيري* احد قادة انتفاضة كمونة باريس خقطعا يحمل خلاصة ودرس كما رآه هذا القائد الفذ.
مقدمة (مقتطفات):
“استخرج هذه الصفحات من مذكراتي للشعب. وأعني بالشعب كل الذين يعيشون من خلال عملهم، مثل ما اعني بالبرجوازيين، كل الذين يعيشون من خلال عمل الآخرين.
لا اقدم هنا تاريخ لتلك الأوقات الصعبة. لم يحن بعد وقت كتابته. ربما سأكتبه ذات يوم. في انتظار ذلك، أساهم في وضع لبناتي في البناء المشترك عبر التطرق لما رأيته وسمعت وفعلته فقط.
لدي هدف آخر، أعلى، في رأيي. أريد أن أجعل الناس يرون أين أخطئوا، وأريد أن يلمسوا أسباب هزيمتهم، التي هي أسبابهم وليست سبب هذا أو ذاك، بحيث يكون ذلك مصدر إلهام أفضل، ومن خلال التجربة، أكثر تعليماً، يصحح الشعب نفسه من خلال أخطائه، ويصبح أكثر رصانة، وأكثر عملية، وأكثر تواضعا، وأقل حماسة، وأكثر تفكيرا، وأقل تشككا؛ حتى يتوقف عن تفضيل الخطاب والكلام المنمق على التفاني المخلص، وعلى الرأي السديد، على العلم.
وأريد أن أحاول منع الشعب بعد ان تم تنويمه بموسيقى جول فافر أو جامبيتا التي استحلاها، ان يستيقظ، فيجد نفسه مقيدا، ومكمما مع أصدقائه الحقيقيين الذين تم اصطيادهم، مطاردتهم، وتشويههم ووضعهم خارج القدرة عن الدفاع عنه بفعالية.
هذا ما حدث…”
كانت كمونة باريس 1871 أول ثورة فجرتها الطبقة العاملة الباريسية ومعها شعب الكمونة. لقد اقتحموا السماء واسقطوا سلطة البرجوازية وأقاموا سلطة البروليتاريا لأول مرة في التاريخ. وما كان لهذه التجربة ان تنهزم لولا تحالف جيشين كانا في حالة حرب بينهما، لكنهما انقلبا حليفين يسند الواحد الآخر وهما الجيش البروسي والجيش الفرنسي…
ابحثوا في تاريخ الجيوش المنتصرة تجدون بكل تأكيد أنها استطاعت جعل من هزائمها وانكساراتها مصدر الهام لهذه الانتصارات. كما أن في تاريخ الجيوش المنهزمة أسباب أنها لم تحافظ على دروس انتصاراتها السابقة أو أنها لم تستطع استلهام دروس هزائمها.
* Gustave Paul Cluseret
né à Suresnes le 13 juin 1823, décédé à Hyères le 21 août 1900