ماذا يجري هناك… هناك في الفوق؟
ماذا يجري هناك… هناك في الفوق؟
الراسمال الاحتكاري بالمغرب يتململ، يتزحزح، ربما بفعل حركية قاعدته الاجتماعية وصراع المصالح واعادة توزيع محتلات النفوذ. مجموعة بن جلون لا زالت تصيغ البلاغات عن مشاريع تبدي منها بعض الملامح وتخفي البقية وها هي المحموعة المصرفية الفرنسية القرض الفلاحي تعلن “عن توقيع اتفاق بموجبه يتم تفويت حصصها البالغة 78,7% من بنك مصرف المغرب (Credit du Maroc) إلى مجموعة Holmarcom المملوكة لعائلة بنصالح” وهذا البلاغ يثير من الأسئلة أكثر مما يوضح. فمجموعة بنصالح المعروفة بهولماكورم “HOLMACORM” هي من اكبر المجموعات بالمغرب تشتغل في جميع المجالات الاقتصادية (انتقلت عند التأسيس سنة 1970 من شركة مملوكة للسيد عبد القادر بن صالح تشتغل في توزيع الماء إلى مجموعة كبيرة تنوع أنشطتها بين قطاعات التأمين والصناعات الغذائية إلى العقار إلى التوزيع ثم اللوجيستيك والعقار) كما أنها توجد خارج المغرب وخاصة في أفريقيا. فأول سؤال يتبادر إلى الذهن هو لماذا اختارت المجموعة الفرنسية بيع حصصها الى هذا الفاعل الاقتصادي؟ هل هو “تخلي” فرنسي مرحلي أم هو اندماج كلي لمجموعة هولماكورم في البنية الامبريالية الفرنسية ضمن خطة جديدة وما هي؟
ما علاقة هذا الانتشار الجديد لمجموعة هولماكورم واقتحام القطاع البنكي بسياسة الدولة المركزية خاصة وان عملية اقتناء أسهم المجموعة الفرنسية من طرف هولماكورم ستتم بإعفائها من تأدية رسوم التسجيل والتي يقدرها المتابعون بما يفوق 180 مليون درهما كما حصل سنة 2018 عندما باع حفيظ العلمي حصصه من الأسهم إلى مجموعة جنوب أفريقيا وتم إعفائه من رسوم تسجيل البيع وقد فاقت 400 مليون درهما لأنه استفاد من قانون فصلته على المقاس حكومة كان احد وزرائها.
إن هذه التغييرات لا تقع ولا تجري بشكل اعتباطي بل يتم التخطيط لها ضمن منظور استراتيجي يوضع من اجل مواجهة المخاطر المحدقة أو الممكنة. فما هي هذه المخاطر التي رصدتها المجموعة الفرنسية؟ هل هي مرابطة بالمغرب أو بالتواجد في إفريقيا وتدخل ضمن إعداد وكيل مغربي يشتغل لصالح فرنسا؟ لماذا يسمح لمجموعة هولماكورم باقتحام القطاع البنكي وهل هذا يعني اشتداد الصراع مع المجموعة المتنفدة في هذا القطاع تاريخيا أم تراها أرادت التنفيس بعض الشيء وإبعاد تهمة الاحتكار والطغيان الممارس حتى على مكونات الكتلة الطبقية السائدة؟ المجال لا يسمح هنا للمزيد من التفصيل لكننا نعتقد ان طرح الأسئلة الحقيقية هو أول خطوة لمباشرة معالجة الإشكاليات التي تطرحها تلك الأسئلة الموضوعة بشكل سديد.