العدد 463 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
صدر العدد 463 من جريدة النهج الديمقراطي الخاص بالأسبوع من 16 الى 22 يونيو 2022.
يتناول ملف هذا العدد معضلة اجتماعية تمس بآثارها المدمرة نفسيا واجتماعيا ملايين الأسر والشباب المغربي، إنها معضلة البطالة التي وصلت نسبتها رسميا إلى 12.3% من الساكنة النشيطة، ولا شك أن هذه النسبة المعلنة رسميا لا تعبر عن حقيقة حجم هذه المعضلة، لأن الآليات الإحصائية المعتمدة رسميا لا تعتمد سوى عينة من مختلف الفئات العمرية انطلاقا من سن 15 سنة وتستند إلى أرقام الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات ANAPEC، وحتى بتصديقنا لهذه الأرقام، فالمعدل العام المعلن يعتبر رقما مرتفعا باعتبار السلم المعتمد في قياس البطالة دوليا. وللتأكيد على حجم المعضلة لا بد من تناولها وفق معايير أخرى كالعمر والجنس، فبين صفوف فئة الشباب، بين 15 و34 سنة، تتفاقم البطالة لتصل إلى 51,6%، وبين صفوف النساء قاربت 17%، ولدى حاملي الشهادات 19,6%. وهذه أرقام رسمية أصدرتها المندوبية السامية للتخطيط وتهم سنة 2021. ورغم ذلك نؤكد أن حتى هذه الأرقام تخفي حقيقة حجم المعضلة أيضا لأن عددا من الأنشطة الهامشية الضعيفة الحجم والدخل لا تمثل في الواقع سوى بطالة مقنعة، والعديد من المجالات تكثر فيها مظاهر الهشاشة الشغلية التي يعاني منها العديد من العمال والمستخدمين. وحالة العطالة حقيقة ليست سوى أحد التجليات الظاهرة التي صاحبت تطور نظام الرأسمالية القائمة على الاستغلال والذي يعتبر العطالة أداة لاستمرارية مص دماء العمال والمستخدمين، وجيشا احتياطيا تغرف من قوة العمل التي تزيد فائض القيمة الذي تستحوذ عليه على حساب العمال، ويقيها من مطالبهم لتحسين أوضاعهم الشغلية والحياتية. هذا الموضوع المهم في سياق صراع الجماهير ضد المخزن وكتلته الطبقية السائدة يستلزم انخراطا واسعا للقوى المناضلة إلى جانب المعطلين في نضالهم من أجل حقهم في الشغل، ومن أجل الكرامة و في أفق القضاء على الاستغلال الرأسمالي. وكان هذا الانخراط، وبمختلف الأشكال، دأبنا في النهج الديمقراطي، ومنه تخصيص جريدتنا المناضلة للمتابعة الميدانية المباشرة للحركات النضالية للمعطلين، ومواكبة المعضلة بتخصيص ملفات أعداد الجريدة للقضية، ومنها هذا العدد الذي يخصص أربعة محاور لملف العطالة، ومنها محور حول تجربة معطل وخاصة في إطار الوشم الذي خلفته فضيحة شركة النجاة، ومحور حول الحركة النضالية ضد العطالة، ثم مقالين حول السياسات البديلة للسياسات المنتجة للعطالة.
بالاضافة الى هذا الملف المميز هناك العديد من المقالات التحليلية والإخبارية الى جانب صفحة الثقافة والإبداع.
