الماركسية الثورية تسترجع وهجها وعنفوانها

الماركسية الثورية تسترجع وهجها وعنفوانها
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449-800x496 الماركسية الثورية تسترجع وهجها وعنفوانها


الماركسية الثورية تسترجع وهجها وعنفوانها

في خضم تفاقم الأزمة البنيوية للمنظومة الرأسمالية، عاد الاهتمام من جديد بالماركسية وبالفكر الماركسي ومعه نرى عودة الاهتمام للمثقفين بالماركسية وهم يوجهون الدعوة لإعادة قراءة ماركس على ضوء التطورات ومن اجل التجديد في الفكر الماركسي…تكاد الأجواء السائدة تشبه تلك التي صاحبت انتصار ثورة فيتنام وانطلاق الثورة الثقافية الصينية وتمرد الشباب في أوروبا وانتصار العديد من حركات التحرير الوطنية؛ إننا أمام موجة جديدة من انتعاش الفكر الماركسي بما يشبه الموضة الفكرية وهو أمر مستجد يستوجب تحليله تحليلا علميا وموضوعيا.

في هذه الموجة يمكننا تمييز موقفين؛ الأول، يخص المثقفين المنحازين للطبقة العاملة أو متعاطفون معها، وتراهم يسترجعون ثقتهم في هذه الطبقة وفي تاريخ فكرها وهم اليوم يعودون لقراءة ماركس بكثير من الانتقائية أو عدم استيعاب أسباب الإخفاقات لتجارب بناء الاشتراكية وفشل بعض الثورات وارتداد او تخلي العديد من الأحزاب عن الماركسية. يمكننا اعتبار هؤلاء المثقفين حلفاء للطبقة العاملة ويمكن كسبهم للنهوض المقبل وسيشكلون مكونا هاما من جيش الثورة الثقافية. وفي مقابل هؤلاء هناك نوع آخر من المثقفين، يعودون للماركسية بهدف بت المزيد من الغموض حولها، وباسم المراجعة والتطوير يسعون الى القضاء على جوهرها العلمي أو تبخيسه أو إبعاد الجمهور عن الاهتمام به. هؤلاء المثقفين هم في الحقيقة أصحاب مهمة وهي أبعاد الطبقة العاملة عن امتلاك سلاحها النظري ومنعها او تعطيلها عن التدخل الواعي والمنظم قصد الإطاحة الثورية بنمط الإنتاج الرأسمالي انهم دعاة التغيير السلمي والتدريجي وإصلاح اعطاب الرأسمالية وانسنتها.

في المغرب نعيش نفس الموجة بشقيها من الفريقين من المثقفين مع خصوصية لها اعتبارها وهي تلك المتعلقة بقرار النهج الديمقراطي بإنجاز مهمة اعتبرها مركزية لان شروط تحقيقها باتت ناضجة وهي مهمة الإعلان عن تأسيس الحزب المستقل للطبقة العاملة، وطبعا لن يستحق هذا الحزب أن يكون حزب الطبقة العاملة إن لم تكن الماركسية أو الاشتراكية العلمية هي مرجعيته ومنهجه الذي يسترشد به. فكون هناك تنظيم يعبر صراحة عن تبنيه للماركسية ويسترشد بها فهذا يحتم عليه أن يكون مدافعا عن الماركسية وعن مكانتها في مجتمعنا باعتبارها مرشدا للطبقة العاملة المغربية وفي ذات الوقت ملهمة للتغيير الثوري ببلادنا ومجمعا للقوى المناضلة بما فيه المثقفين العضويين وطبعا محاربا ضد الخصوم والأعداء الظاهرين أو متخفين.

سيكثر اللغط عن الماركسية إلى درجة انه يصعب على الغير متتبع ان يميز بين الأطروحات والتيارات لكن الحزب المستقل للطبقة العاملة المغربية سيكون ملزما بإعلاء راية الماركسية الثورية وهي الماركسية الأشد مضاء وافتك سلاح بيد الطبقة العاملة المغربية وفي جوهر هذه المرجعية الفكرية توجد الماركسية اللينينية باعتبارها منهج ومرشد للنضال الطبقي للطبقة العاملة في صراعها الطبقي من اجل سلطتها متحالفة مع الكادحين ومن اجل إقامة مجتمع الديمقراطية الشعبية المتحرر من الهيمنة الامبريالية على طريق وحدة شعوب المغرب الكبير وبناء المجتمع الاشتراكي الذي يمهد لزوال استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.