20 يونيو 1981 جريمة العهد الحسني

20 يونيو 1981 جريمة العهد الحسني
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449-800x496 20 يونيو 1981 جريمة العهد الحسني


20 يونيو 1981 جريمة العهد الحسني

تميز عهد الحسن الثاني بالقسوة والقمع الرهيب الموجه لجماهير الشعب وللقوى المناضلة. لم يكن الحسن الثاني يخفي ذلك بل صرح حضوريا وعلنيا في احدى مقابلاته الصحفية بأنه مستعد للتضحية بثلث الشعب للحفاض على البقية طائعة خانغة.

كانت 20 يونيو الدموية يوم تم قتل المتظاهرين رميا بالرصاص الحي في شوارع الدارالبيضاء سنة 1981 ودفن القتلى في قبور جماعية، منها من تم الاعتراف به، ومنها من لا يزال طي الكتمان او الإنكار. كانت 20 جوان هي الانتفاضة الثانية لساكنة الدار البيضاء بعد انتفاضة 23 مارس 1965 حيث غسلت دماء الشباب شوارع وأزقة دروب الأحياء الشعبية في هذه المدينة العمالية والشعبية. كانت الدار البيضاء اول مدينة تعلن القطيعة مع عهد الاستقلال الشكلي وتتعرف على طبيعة من تولى السلطة بعد الخروج الشكلي للاستعمار. في 23 مارس 65 أعلن الشباب رفضه للسياسة التعليمية النخبوية المزمع تطبيقها من طرف الكتلة الطبقية السائدة وفي 20 جون 81 أعلن الشباب أيضا والجماهير الكادحة رفضهم للغلاء وسياسة النهب المطبقة من طرف نظام عميل للدوائر الامبريالية والخديم المطيع للبنك وصندوق النقد الدوليين.

لم يكن النظام فقط قاسيا على الشبيبة والكادحين بل كان يحتقرهم واصفا إياهم تارة بالاوباش وبالرعاع تارة أخرى وزاد في الإمعان لما وصفهم المجرم إدريس البصري بشهداء كوميرة انه الاغتيال المعنوي. يريد النظام من خلال ذلك التغطية على فشله الخطير لانه لم يستطع توفير كسرة الخبز للشعب وتحصين سيادته الغذائية. كانت انتفاضة 20 جوان ايدانا بالتقهقر الفظيع في شعبية النظام وانسداد الافاق امام مشاريعه الديماغوجية وتوج ذلك بالاعتراف بخطر السكتة القلبية أي بإعلان فشل الدولة الاقتصادي والاجتماعي مما يهدد بانفجار ازمة سياسية قد تهدد تماسك النظام كما حدث سنتي 1971 و 1972.

يحيي الشعب المغربي ذكرى 20 جوان هذه السنة في وضع غير مسبوق من الغلاء نتيجة إطلاق يد الاحتكاريين في المحروقات والمواد الأساسية للمعيشة وتفشي الفقر لدرجة لم يعرفها المغرب طيلة عقود الاستقلال الشكلي وهرولة النظام نحو البحث عن حماية جديدة لعل التطبيع مع الكيان الصهيوني والخنوع للخطة الأمريكية لوضع يدها على المنطقة تسعفه للخروج من الأزمة وتطبيق سياساته الترقيعية المسماة برنامج تنموي جديد.