بيان النهج الديمقراطي العمالي بمناسبة الذكرى 52 لتأسيس “إلى الأمام”
بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي بمناسبة الذكرى 52 لتأسيس منظمة “إلى الأمام”
تحل في 30 غشت 2022 الذكرى 52 لتأسيس المنظمة الماركسية-اللينينية المغربية “إلى الأمام” بعيد أيام من الإعلان، في 24 يوليوز 2022، عن الحزب المستقل للطبقة العاملة المغربية، “حزب النهج الديمقراطي العمالي”.
ولم يكن من الممكن تحقيق هذا الإنجاز الهام لولا عزيمة الصمود والمقاومة التي ربت عليها ” إلى الأمام” مناضلاتها ومناضليها وإيمانهم(ن) الراسخ بضرورة قيادة الطبقة العاملة نضال الشعب المغربي من أجل التحرر الوطني والديمقراطية والاشتراكية. وساهم في هذا النجاح التضامن الأممي والإقليمي والمحلي الواسع مع حق النهج الديمقراطي في عقد مؤتمره في فضاء عمومي؛ ونجدد التعبير لكل المتضامنين عن جميل الشكر والعرفان لمساندتهم وتهانيهم بنجاح مؤتمرنا.
فهذا الإعلان جاء نتيجة لسيرورة أطلقتها بين 1968 و1970 الحركة الماركسية-اللينينية المغربية، وخاصة منظمة “إلى الأمام”، كرد على فشل الحزب الشيوعي المغربي في إنجاز مهمة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة.
ورغم فشل المحاولة الأولى للحركة الماركسية-اللينينية المغربية في إنجاز هذه المهمة، ورغم فشل التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي وبلدان أوروبا الشرقية وتراجع حركات التحرر الوطني في أغلب مناطق العالم والهجوم الكاسح للرأسمالية على الماركسية وعلى الاشتراكية، بل حتى على فكر الأنوار الذي استعملته البرجوازية الصاعدة في صراعها ضد الفيودالية، لم يستسلم عدد من الرفيقات والرفاق في الحركة الماركسية-اللينينية، وخاصة مناضلات ومناضلو “إلى الأمام”. بل قاوموا، بعزيمة لا تقهر، رياح الارتداد عن الماركسية وعن تجربة الحركة الماركسية-اللينينية المغربية وعن مهمة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة. هذه الرياح التي كانت سائدة في نقاشات تجميع المناضلات والمناضلين المنحدرين من تجربة هذه الحركة في بداية التسعينات من القرن الماضي. وفي ظل هذه الظروف الصعبة والموسومة بالإحباط والتراجع، أسس هؤلاء المناضلون والمناضلات بمعية رفيقات ورفاق من تجارب جماهيرية أخرى “النهج الديمقراطي” واعتبروه استمرارية فكرية وسياسية لتجربة الحركة الماركسية-اللينينية المغربية وأكدوا على الضرورة القصوى والدور الحاسم لبناء الأداة السياسية للطبقة العاملة وعموم الكادحين دون تحديد طبيعتها (هل حزب أم حركة؟ هل فيها تيارات أم لا؟) وتجندوا للمساهمة في إنجاز هذا المشروع العظيم بجانب كل الماركسيات والماركسيين المنحازين للطبقة العاملة.
غير أن النقاشات المتعددة مع الماركسيين والماركسيات كان مصيرها، في الغالب، الفشل. إن التطورات التي عرفها العالم (الأزمة العميقة والمستديمة للرأسمالية) والسيرورات الثورية التي انطلقت، في نهاية 2010، في المنطقة العربية والمغاربية والتي، رغم التضحيات الجسام والزخم الشعبي الهائل، لم تحقق آمال الشعوب في الحرية والعيش الكريم، طرحت بإلحاح ضرورة التعجيل بالإعلان عن الحزب المستقل الطبقة العاملة كي لا تظل هذه الطبقة معزولة وغير فاعلة في الصراع الطبقي المحتدم ولا تستغل الطبقات الأخرى نضال الطبقة العاملة وتضحياتها لتحقيق مآربها الخاصة.
لذلك قرر المؤتمر الوطني الرابع المنعقد في يوليوز 2016 أن يتحمل النهج الديمقراطي، بدون انتظار أو ارتخاء، المسئولية التاريخية لبناء الحزب المستقل للطبقة العاملة وشرع في تنفيذ ذلك. لكن ظل تفعيل هذا القرار دون المستوى. مما استدعي القيام، في المجلس الوطني، في 30 شتنبر 2018، برجة في التنظيم ورفع الأداء من خلال تنفيذ برنامج مدقق ومضبوط على المستوى الزمني. وبفضل هذا العمل المثابر وإصرار كافة المناضلات والمناضلين على رفع التحدي وإنجاح المؤتمر، عرف المؤتمر الوطني الخامس نجاحا باهرا، رغم محاولات التضييق والحصار، ومصادقة عارمة على مشاريع الاطروحات التي طورت وأغنت الخط النظري والسياسي والتنظيمي لحزب النهج الديمقراطي العمالي، وخاصة تبني الماركسية-اللينينية كمنهج للتحليل ونظرية في التغيير الثوري وضع حجرها الأساس ماركس وانجلز وأغناها، بشكل جوهري، لينين والمنفتحة على إسهامات ماو تسي تونغ وروزا لوكسمبورغ وغرامشي وغيرهم من القادة والمفكرين الماركسيين والخاضعة للتطوير على ضوء التطور العلمي ودروس نضالات الشعوب. كما انتخب قيادة تتميز بتجديد أغلب أعضائها وعضواتها وانتخاب عدد هام من العمال والعاملات والكادحات والكادحين لعضويتها.
إن الإعلان عن حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحات والكادحين خطوة جبارة على الطريق الصعب الذي عبده بالدماء شهداؤنا، والذي أصر مناضلونا ومناضلاتنا على السير فيه من أجل تعبيد الطريق لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية في أفق بناء المجتمع الشيوعي؛ إنه مشروع منفتح على كل الماركسيات والماركسيين المغاربة المتخندقين/ات إلى جانب الطبقة العاملة.
فلنجعل من هذه الذكرى ومن نجاح مؤتمرنا الوطني الخامس حافزا على المزيد من العطاء والنضال والاجتهاد لنكون في مستوى تضحيات شهدائنا وشهداء الشعب المغربي وانتظارات الطبقة العاملة وعموم الكادحات والكادحين. ولنواصل عملنا الدؤوب من أجل تغليب القواسم المشتركة والنضال الوحدوي وتقوية الحركات النضالية.
المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي.