رسالة إلى رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية: أوقفوا التطبيع القضائي

رسالة إلى رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية: أوقفوا التطبيع القضائي

عبد الرحــيم الجامعي محامي بهيئة الرباط

نقيب سابق
رئيس جمعية هيئات المحامين سابقا

الرباط : 18\9\2022

رسالة مفتوحة

إلى السيد الرئيس المنتدب لمجلس الأعلى للسلطة القضائية
الرئيس الاول لمحكمة النقض

الموضوع : صونوا شرف قضاة المغرب، وامنعوا التطبيع القضائي المغربي مع الصهاينة
دافعوا عن استقلال القضاء بالمغرب ولا تسمحوا بتلطيخ شرفه.

السيد الرئيس المنتدب،
والرئيس الأول لمحكمة النقض،
اطلع الراي العام على ما نشرته بعض الصحافة من كون وفد من قضاة أعضاء بالودادية الحسنية، يشارك ابتداء ن اليوم في المؤتمر الدولي للقضاة الذي ينعقد بالكيان الصهيوني إلى غاية 22 شتنبر.

وامام هذا الخبر المؤلم الصادم، أتوجه إليكم بما لديكم من مسؤولية مهنية وأخلاقية وقضائية على السلطة القضائية، وعلى سمعة القضاء بالمغرب وعلى كرامة قضاة المغرب، لكي لا تسمحوا بارتماء بعض قضاة المغرب، حتى لو كانوا لا يمثلون إلا أنفسهم، بين أحضان كيان استعماري عنصري مجرم وهو الكيان الصهيونى الاسرائيلي، وان تقفوا دون هوادة ولا تردد درعا منيعا ضد كل أشكال التغلغل الصهيونى في الجسم القضائي الوطني، لكي يظل جسما نقيا سليما لا تلحقه الاهانة والاحتقار بزيارة البعض ممن استهتر بقيمته القضائية، لكيان العدوان، وان تقاوموا كل محاولة تأثير السلطة السياسية الحكومية على السلطة القضائية وعلى القضاة أو محاولة فرض مواقفها السياسية عليهم، فالقضاة اليوم في العديد من الدول يتعرضون للضربات المهينة والقاسية من بعض الحكام مثل ما يقع في مصر وفي تونس…، وبالتالي عليكم ان تنتبهوا لكي لا تصل العدوى لقضاة المغرب، فكل تفريط سيكون له ثمن باهر على الوطن حاضرا واستقبالا، وليس على القضاة فقط.

أتوجه إليكم من أجل ان تعرضوا أمر المشاركين في الإلتحام بالصهاينة وبقضاة الكيان على المجلس الأعلى للسلطة القضائية للبث في اختيارهم السياسي المتطرف، فكيف يقال بأنهم سيتبادلون التجارب القضائية معه قضاة الكيان، وما ذا عسى لنفر معدود من قضاتنا ممن قرروا الحضور أن يتعلم من القضاة الصهاينة الذين ينتهكون كل القيم القضائية العالمية وبالاساس يمارسون التمييز ضد الفلسطينيين، وينتهكون مبادئ الاستقلال والحياد والمساواة ضدهم، ويناهضون حريات وحقوق الشعب الفلسطيني سواء في المتابعات والملاحقات التي يقررونها أو في المحاكمات التي ينظمونها أو في الأحكام التي يصدرونها، ويباركون تعذيب المعتقلين بالسجون دون محاسبة، فالعالم يدرك وانتم لا شك تدركون، بأن قضاة الكيان لصهيوني ليس لديهم ما يعلمونه للقضاة المغاربة المشاركين سوى العنصرية وانتهاك حقوق الإنسان، وليست لديهم تجارب ينقلها منهم قضاتنا سوى تجارب في حماية مافيا السلاح ومجرمي الحرب وضرب الشرعية الدولية وانتهاك قانونهم والقانون الدولي، وسوى كيف يثقل الابرياء من الأطفال والنساء والعجزة ببرودة وامام العالم وبعيدا عن اية محاسبة او عقاب.

أتوجه إليكم كذلك من أجل أن تعلنوا كمسؤول بتجربته ومكانته الدستورية وبكل حياد وتجرد، أنه لا مكان لقضاة المغرب بالكيان الصهيوني ولا محل لسفرهم وحضورهم وسط ومع قضاة الأبرتايد، متسترين تحت غطاء المؤتمر الدولي، فأنتم تدركون بأن المؤتمر لا يمنحهم الشرعية في التطبيع مع الصهاينة ولا يبرر لهم هذه الخطيئة الفاضحة التي ستظل فوق جبينهم، فضلا أن إلتحاقهم ولو بأسمائهم يشكل تهديدا لعدالتنا لانه سيزيل عن القضاة المشاركين كل حرمة واستقلال وكل حياد وكل كرامة وهبة ووقار واحترام، وسيشكل سفرهم باسم جمعيتهم أسبابا مشروعة لتجرحهم وللتشكك فيهم وفي أحقيتهم إصدار الأحكام خصوصا إن هم اعتمدوا على الإجتهاد القضائي الصهيوني.

إن مشاركتهم تعتبر مشاركة سياسية ولا علاقة لها لا بالمهنة ولا بالبحث ولا بالتكوين والإستفادة والتعاون، إنهم بسفرهم قرروا الاتحياز لأعداء القضاة والسعب الفلسطينيين، وأن سعيهم ليس وراءه سوى الأطماع والمصالح والبحث عن الشهرة، ويبقى التساؤل هو هل كانت هذه الخطوة تلقائية من هؤلاء القضاة، و كيف قرروا تجاوز المجلس الأعلى للسلطة القضائية، الذي لا أعتقد أنه سمح لهم بالسقوط في المساتقع الصهيوني وفي موقف انتهازي لا يليق بمكانتهم ولا بمهنتهم القضائية.

هُبوا بصفتكم الرئيس الاول والرئيس المنتدب، لحماية قضاتنا من الإنزلاق في فخ الكيان المغتصب الفاسد، وارفضوا التطبيع ولا تقبلوا ان يطبع من ينتمي للسلك القضائي المغربي مع قضاة العدوان ومع وزيرهم في العدل جدعون ساعر – فحتى لو فسد الناس جميعهم وفسدت كل السلطات، فعليكم أنتم كقضاة أن تقاوموا الفساد وتحرمونه على أنفسكم وعلى الاخرين من القضاة مثلكم.

أتمنى أن تعلنوا للراي العام القضائي والقانوني المغربي موقفكم القضائي المشرف، وهو رفض القضاة الشرفاء من المغرب الجلوس تحت ألوان العَلَم الصهيوني، فللقضاة بالمغرب ككل المغاربة عَلَمَ بلدهم فعليهم احترامه واحترام مشاعر المغاربة إن أرادوا أن يظلوا مُحتَرَمِين.

أتمنى لكم التوفيق في إعلان قراركم المسؤول والتاريخي والعاجل.

النقيب عبد الرحيم الجامعي