الميدان: الإضراب سلاح العاملين

الميدان: الإضراب سلاح العاملين

Pcs_almaydane الميدان: الإضراب سلاح العاملين


كلمة الميدان:
الإضراب سلاح العاملين*

دخل عمال وموظفو الشركة السودانية للكهرباء في الإضراب من جديد، وأشارت اللجنة المختصة بالإضراب في بيانها أنهم بعد أن توصلوا لاتفاق مع السلطة تراجعت السلطة الإنقلابية عن الاتفاق، وبالتالي دخلوا في الإضراب مجددًا، وإذ يجد إضراب العاملين بالكهرباء تأييدًا منقطع النظير من جماهير شعبنا، وتؤكد تجربة العاملين بالكهرباء إلى أن نكص السلطة لعهودها مكون أصيل في طبيعتها الطبقية، خاصة وهي ضد تحقيق أبسط مقومات الحياة للعمال والمهنيين، هي سلطة كل همها جمع الجبايات وتوفير الامتيازات لمنتسبيها وأجهزتها الأمنية القمعية، وبالتالي لا تعترف بحقوق المواطنين إلا في إطار ما يحفظ استمرارية وجودها في السلطة، ولا تنظر للمواطن إلا في جيبه الفارغ وتحميله عبء صرفها على أجهزتها السيادية والقمعية.

وطبيعة هذه السلطة الإنقلابية الطبقية هو المراوغة والكذب والخداع والمماطلة في حقوق العاملين، لذا من المهم تطوير عمليات المواجهة ضد السلطة وربط الإضرابات المطلبية ببعضها البعض، والتنسيق فيما بينهم ودعم إضراباتهم بالمزيد من وسائل الضغط الأخرى، وتنويع الأشكال النضالية والضغط بمختلف الوسائل من إضرابات ومواكب ومذكرات احتجاجية ووقفات، وكلها وسائل مجربة وسط الحركة الجماهيرية وسلاحها المضاء لنيل وانتزاع الحقوق المغتصبة.

وتاريخ شعبنا النضالي وبشكل خاص تاريخ حركة العاملين ونقاباتهم تؤكد أن عملية الإضرابات هي أحد الوسائل الفعّالة والحاسمة في إسقاط الأنظمة الدكتاتورية، وبالتالي ما يجري الآن وتقوم به فصائل وفرق مختلفة في الحركة الجماهيرية من عمال ومهنيين وتجار، ينبغي ربطه بمجرى النضال الشعبي العام المستمر منذ يناير 2018، ودعم ذلك من قبل كل القوى الحية بما في ذلك لجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب الوطنية والتقدمية وحركات الطلاب والشباب والنساء المنظمة، هذا يساعد في تصاعد النضالات المشتركة ويضعف موقف السلطة في مواجهة الحركة الإضرابية الواسعة المترابطة، وتطوير هذه الإضرابات والتنسيق بين القوى التي تقود الإضرابات يكشف مزيدًا من واقع السلطة الحالية المهترئ ويغل من قبضتها العميقة التي تستند عليها، ويسرع من عملية الهجوم الثوري عليها بواسطة التحضير والتنظيم للإضراب السياسي العام والعصيان المدني، المدعومان بحراك سياسي في الريف والحضر لإسقاط نظام الطغمة العسكرية وحلفائها وانتزاع البديل المدني الديمقراطي أي سلطة الشعب.

إن أزمة النظام تتفاقم فالمزيد من الجسارة والإقدام، ولنسخر ولنوحد كافة الجهود لإسقاط هذا النظام، إن الوصول إلى برنامج مقبول من جميع القوى الحية وبناء مركزها الموحد القائد والمنسق للجهود المشتركة يقود إلى إسقاط النظام بأسره وإقامة سلطة الشعب الكاملة على أنقاضه.

* كلمة الميدان عدد 3978،، الخميس 29 سبتمبر 2022م.