التضامن العمالي من صنع العمال أنفسهم

التضامن العمالي من صنع العمال أنفسهم
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449-800x496 التضامن العمالي من صنع العمال أنفسهم


يصدق هنا القول ما حك جلدك مثل ظفرك. وحدهم العمال يكتوون بنار التشتيت وتفرقة الصفوف. ففي الوقت الذي تعمل الباطرونا كل ما في وسعها لتوحيد صفوفها أمام الطبقة العاملة وأمام الدولة (رغم إنها دولتهم) فالباطرونا ينتظمون في نقابة واحدة، ودولتهم رفعت منذ بدايات الاستقلال الشكلي، شعار التعددية النقابية بالنسبة للعمال، وناهضت وجود النقابة الوحيدة، متهمة كل من يدعو إلى ذلك بكونه يضرب الحرية النقابية والتعددية؛ ويريد فرض الحزب الواحد والنقابة الواحدة. هكذا تشتت الطبقة العاملة بين 20 نقابة، وتمت محاربة العمل النقابي ومنعه من طرف الباطرونا، وساهمت القيادات النقابية في المزيد من تفرقة صفوف العمال والشغيلة.

كان لهذا الوضع النقابي دور كبير في تدني التضامن العمالي ولم شمل النضالات العمالية. لقد فقد العمال سلاحا قويا، كان استعماله يعجل باستجابة الباطرونا لمطالب العمال، مخافة انتقال الإضراب والاحتجاج من معمل أو ضيعة إلى غيرها في المنطقة الصناعية أو الإقليم أو حتى على الصعيد الوطني.

عندما يطرح سؤال، من يحمي حقوق العمال؟ يأتي الجواب: هم الدولة ومؤسسة مفتشية الشغل ثم النقابات. لكن في الواقع كل هؤلاء يغيبون أو يتغيبون أو يحضرون شكليا وبدون نتيجة. وعندما يصر العمال على الجواب المقنع يبقى السؤال بدون جواب.

لكن مع الوقت وبالتجربة يحس العمال أن القضية تهمهم مباشرة وان حماية أنفسهم هي مهمة ملقاة على عاتقهم. إذا لم يهتم العمال بهذه القضية، ويناقشوها فيما بينهم، فإنهم لن يجدوا من سيهتم بهم يوم يحتاجون الدعم والمساندة.

يجب على بقية أجزاء وفئات الطبقة العاملة أن تهتم بقضية التضامن، وتجعلها إحدى المهمات التي تحمي العمال من الهشاشة والطرد، وأن تلزم النقابات بإدراج مطالب التضامن في الحركات النضالية سواء في الحي الصناعي الواحد أو في المدينة أو الإقليم لتصل إلى الصعيد الوطني. إن تضامن العمال فيما بينهم هو الطريق السليم لكي تسمعهم الطبقات الأخرى والدولة؛ وفي التضامن العمالي يتعلم الجميع أنهم طبقة اجتماعية أساسية في الاقتصاد، وهم من ينتج الثروة، ويوم يقررون توقيف محرك ماكينة الإنتاج سيتوقف المغرب.

على العمال أن ينظروا جيدا للتضامن الذي يقوم به الباطرونات في ما بينهم، وكيف يضعون العمال المناضلين في اللوائح السوداء ولا يشغلونهم تضامنا مع الباطرون الذي طرد ذلك العامل او العاملة. على الطبقة العاملة أن تتعلم من أعدائها وان تتغلب عليهم بالوحدة والتماسك وتشبيك نضالاتها.