من وحي الأحداث: فلنحذر كلنا السقوط في الذيلية
فلنحذر كلنا السقوط في الذيلية
كل المنظمات المناضلة مهددة بأن تصبح رجع الصدى للحركة النضالية الشعبية. ومن يسقط في ذلك، يصبح تابعا، وذيليا يتفرج على مؤخرة الحركة الجماهيرية.
ولكي تتعرف المنظمة على موقعها من الحركة الجماهيرية عليها أن تحصي كميا ونوعيا تلك الحراكات الشعبية والحركات الاحتجاجية التي ساهمت وشاركت في انبعاثها، ومقارنة هذه النتيجة مع ما لم تشارك فيه لا من بعيد ولا من قريب. هذه هي الطريقة المثلى إذا استعملتها هذه المنظمة بموضوعية وبتجرد، ما سيسمح بقياس عملها وتقييم موقعها في حركية الصراع الطبقي.
لكن غالبا ما يرد الذيليون وعاشقو التملي في مؤخرة الحركة الجماهيرية، بأنهم ضد الإرادوية، وضد الطليعية، وضد الركوب على الحركة الجماهيرية. مثل هؤلاء لا يسمحون بتقييم الممارسة العملية للمنظمات المناضلة وهم حراس إبقاء هذه المنظمات في الهامش، انهم يحرصون على تعطيل الحركة النضالية لأنهم لا يثقون في الفعل النضالي الجماهيري ويخشون من خروجه على الأفق أو الحدود التي رسموها له أو توافقوا مع جهات معلومة عليها. إن هؤلاء يعتبرون أي اتجاه يسعى لتوظيف الإرادة العاقلة والمتعقلة كاتجاه مغامر يقفز على الشروط الموضوعية. ان هؤلاء ينكرون دور الإرادة في التغيير ويسخرون منه ولا يقبلون إلا بالتحولات الناجمة عن التراكمات الكمية ويهابون القفزات النوعية ولحظات القطيعة.
على المنظمات المناضلة أن تتخلص من هذه العقليات ومن الحاملين لها الدغمائيين. ولما نتكلم عن التخلص من خذخ الافكار فنحن نعني الدحض النظري والسياسي والنضالي وبالنقاش العميق وليس بالاجراءات التنظيمية السريعة. ان هزم هذه الذهنيات والافكار الخاطئة داخل المنظمات المناضلة يعنبر اول المعارك من اجل شحذ سلاح النضال وتهيئ هذه المنظمات وتأهيلها لكي تقوم بدورها المطلوب على كافة الواجهات ومنها الواجهة الأيديولوجية والسياسية والثقافية والتعبوية من اجل بناء الأدوات الضرورية لقيادة الحركات الاحتجاجية قيادة تليق بالدور الطليعي لهذه المنظمات المناضلة المؤمنة بخط الجماهير صانعة التغيير المنشود.
انه إذا دور شاق على قيادات هذه المنظمات المناضلة القيام به باستمرار وبحماس كبير حتى لا تسقط منظماتهم في الذيلية المقيتة للحركة الجماهيرية؛ ولا محيد عن البحث المستمر والتأكد المتواصل بأن هذه المنظمات ملتزمة بالتوجه السديد من خلال قياس دقيق وموضوعي لمدى الالتزام بخط الجماهير.