الكتابة الوطنية في تأبين الرفيق صابر بنسعيد

الكتابة الوطنية في تأبين الرفيق صابر بنسعيد

كلمة الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي في حفل تأبين روح فقيدنا المناضل الكبير صابر محمد بنسعيد

باسم الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي باسم كل رفيقاتك ورفاقك أيها الفقيد المناضل الفريد من نوعك.
أتقدم باعلى تحايا الحب والوفاء،الى الأم الكريمة (الحاجة ربيعة) التي أرضعتك حليب الثورة والفرح.الى أخوتك أسمى سلام.الى الزوجة الوفية، رفيقة دربك التي أزهرت سماءنا بوردتين جميلتين:(مروة ولينا) عنوانا للحب والحياة.العائلة كلها،اصدقاء ورفاق هذا الفقيد الشهم الذي يجمعنا مكلومين لفراقه لنتقاسم العزاء والأمل في القيم والمبادئء التي ناضل من أجلها بكل صدق وعزم وإخلاص…

الرفيقات والرفاق الحضور المناضل

نشكر الجميع في مشاركتنا والعائلة من قبلنا،تحمل جزء من صدمة الفراق ونحن نضع أيادينا على قلوبنا وجراحنا،نكابد الخبر/ الفاجعة هل تغيب عنا صابر؟هل سافر ليهيء استقبالنا لاحقا بعد أن نكون قد أنجزنا مهماتنا بشكل جماعي وموحد لينعم العالم بالسلام،وتحقق شعوب منطقتنا العربية والمغاربية أهداف السيرورات الثورية الجارية في المنطقة.ومن أجل الحرية والانعتاق لجماهير الشعب المغربي بتحقيق مطالب الحراكات الشعبية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية…
الرفيقات والرفاق الأعزاء، الحضور الكريم:

من منا لا يعرف فقيدنا صابر بنسعيد؟واحد من أسرة عايشت هول المنفى والملاحقات البوليسة،الشاب المناضل الذي لا تزال أسوار وجدران دور الشباب والجمعيات الثقافية والتربوية تردد صوت واسم صابر، “الصادق الأمين”.

من منا لا يعرف الفقيد؟المناضل الاطار الوحدوي المسؤول في صفوف “فصيل الطلبة القاعديين” في اطارالاتحاد الوطني لطلبة المغرب وهو يجوب ساحات الكليات والأحياء الجامعية،من أجل اعادة بناء أ وط م اطارا نقابيا وحيدا لجميع الطلاب.المناضل الجماهيري اللافت بتواضعه الثوري،الحازم بلطفه وليونته.شوارع الرباط تتذكر صابر في مسيرات التضامن مع شعوبنا المضطهدة في فلسطين،لبنان،ليبيا،العراق وكل ضحايا الحروب الامبريالية.من منا لا يتذكر صابر وهو دائما أول المبادرين الى احراق أعلام الصهيونية وأمريكا،رافعا بأعلى الصوت ادانته للأعداء، منتصرا لقضايا كل الشعوب وحركات التحرر في العالم…عرفناه أيضا في تظاهرات 20فبرايرالمجيدة بشعار”عاش الشعب” و”الشعب يريد اسقاط الفساد”.

من منا لا يعرف صابر محمد بنسعيد؟مناضلا في الجمعية المغربية لحقوق الانسان،ومؤسسا للجمعية الوطنية ح ش م م، الطاقة اللامتناهية في تدبير المعتصمات تحت الحصار ومايسترو أول مسيراتها الممنوعة في الرباط…صديق كل المجموعات اليسارية،رفيق كل المعتقلين السياسيين،هو المثقف العضوي الذي ابدع في تنظيم كادحي ومستخدمي المحطة الطرقية وتأسيس نقابتهم في اطار ام ش.رفيق الدرب،الأخ والصديق الحميم.

من منا لا يتذكر صابر بنسعيد؟ “من منا لا يعرف طفولة لوركا؟؟ واشتعال القلب بأغنيات الغجر…؟من لا يعرف صابر،كمن لا يعرف جفرا،وحيفا…صبراوشاتيلا من لا يعرف صابر لا يعرف الأطلس ،لا يعرف جبال الريف الثائرة…
ودعناك، أيها الجميل في عمرك الذهبي، أيها القلب الكبير، شيعناك،شيعناك، وأنت تلوح لنا بشارات النصر مبتسما سننتصر…سننتصر ونشيد قلاع الحرية
الرفيقات والرفاق الحضور الكريم:

صابر، هو الحضن الدافئ،هوملجأ الشبيبة المغربية في الرباط وداعمها من دون ابتغاء لا جزاء ولا شكورا،بالقليل والكثير مما يكسبه الشاب المناضل من كدحه بعصامية وباقبال كبير على شد أزرها وتوحيد نضالاتها في كل الواجهات.
هو المناضل الذي انخرط مبكرا في النضال السياسي ضمن صفوف الحركة الماركسية اللينينة،وساهم في تجربة تجميع قوى اليسار،ارتبط سياسيا بمنظمة الى الأمام،وكان مناصرا لقضايا المنفيين ،المختطفين مجهولي المصيروالمعتقلين السياسيين وعاءلاتهم.كنا معا مساهمين في حملات التضامن والمطالبة باطلاق سراحهم وعودة المنفيين وضمنها حملة المطالبة بعودة المناضل الكبير،الفقيد ابراهام السرفاتي…

فقيدنا وفقيد اليسارالديمقراطي،ساهم في تأسيس بناء تجربة النهج الديمقراطي ضمن صيرورة تقييمية ونقدية لتوفير شروط نشأة النهج الديمقراطي كفصيل ماركسي وامتداد تارخي وفكري وسياسي للحركة الماركسية اللينينية المغربية عموما ومنظمة الى الامام على وجه التحديد.ساهم بحماس بالعمل وبالأمل في سيرورة النضال من أجل بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين.

ان الاخلاق والمواصفات التي تميز بها عنا الفقيد،ليست محظ الصدفة،بل هي نتيجة تربية أسرية راقية مبنية على العدل والمساواة.ونتيجة تكوين نظري وسياسي متوازن ورزين،في اطار ثقافة المقاومة للسائد وبناء علاقات اجتماعية بديلة بايجاز، هو بتلك الاخلاق والمواصفات لأنه “انسان ثوري صادق”
الرفيقات والرفاق الحضور الكريم:

نجدد العزاء،للأهل والأحباب للأسرة والعائلة،ونتعاهد على مواصلة النضال،وخير ما نقدم لفقيدنا بعد العزاء هو مواصلة النضال وحدويا من أجل القضايا والقيم والمبادئ التي تفانى من أجلها فقيدنا الغالي.
وعلى سبيل الختم،نقول في حقك ما قاله الشاعر محمود دويش في رثاء الشهيد الفلسطيني البطل غسان كنفاني:

قولوا للرجال المقيمين في الشمس أن يترجلوا ويعودوا من رحلتهم،
لأن غسان كنفاني يبعثر أشلاءه ويتكامل.
لقد حقق التطابق  النهائي بينه وبين الوطن.

المجد للشهداء، الحرية اللمعتقلين والنصر لشعبنا

عن الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي
ع. باعزيز

الرباط في 28 دجنبر 2019