الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تحتفل بفاتح ماي 2023، العيد الأممي للطبقة العاملة
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي
تحتفل بفاتح ماي 2023، العيد الأممي للطبقة العاملة،
تحت شعار:
“معبؤون ومعبآت للنضال الوحدوي ضد الغلاء، وللحفاظ على مكتسباتنا وتحقيق مطالبنا”
تحل ذكرى فاتح ماي، عيد الشغل المجيد، المخلد لإحدى أكبر ملاحم الطبقة العاملة عبر التاريخ، وشعوب العالم تودع سنة أخرى عصيبة، جراء اندلاع صراع دولي خطير بأوكرانيا يهدد السلام والأمن العالمي إلى جانب استعار الحروب الاقتصادية والنزاعات المسلحة، وأزمة اقتصادية ما فتأت تتعمق وتشتد، وتدفع النظام الرأسمالي المهيمن إلى مزيد من التوحش عبر الاستغلال المفرط للطبقة العاملة وتفقير باقي الطبقات الشعبية مقابل تركيز الثروة في يد حفنة من الرأسماليين الاحتكاريين، ونهب خيرات الشعوب وتقوية النزعات المتطرفة، الفاشية والعنصرية، والعودة للاستعمار المباشر ومواصلة دعم الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين، ومساندته في بسط نفوذه السرطاني في المنطقة عبر مختلف أشكال التطبيع ضدا على مشاعر وإرادة شعوبها.
وعلى الصعيد الوطني؛
تحل ذكرى فاتح ماي لهذه السنة في ظل أزمة مركبة من عناوينها اشتداد التحكم وصورية المؤسسات واستشراء الفساد وتعميق التبعية الاقتصادية؛ ومن مظاهرها إغراق البلاد في المديونية وتفاحش الغلاء واحتداد أزمة الغذاء والماء وتفشي البطالة؛ كل ذلك مقابل تضخم ثروات المحظوظين، وضرب الحقوق والحريات، والاستغلال البشع للطبقة العاملة، وتهميش وتحقير البوادي وتفقير الفلاحين الكادحين، واستنزاف الثروات الوطنية برا وبحرا…
كما تحل هذه الذكرى العزيزة على الطبقة العاملة وحلفائها، بعد أيام على نهاية جولة جديدة من الحوار الاجتماعي، تراهن الحكومة من خلاله على تمرير مخططها الجهنمي بخصوص التقاعد وتراجعاتها في مجال تشريع الشغل والحق في التنظيم النقابي وفي الإضراب، مقابل تعزيز جبروت الباطرونا؛ وهو ما يضع مصداقية الحركة النقابية المناضلة بشكل جدي على المحك.
أما على صعيد قطاع الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات؛
فيحل العيد الأممي للطبقة العاملة على إيقاع توالي سنتين من الجفاف الحاد والفشل الذريع للسياسات الفلاحية المتبعة كما يجسدها مخطط المغرب الأخضر ورديفه الجيل الأخضر، ويؤكدها انهيار سلاسله الانتاجية المختارة بشكل سيء، والتي كلفت ملايير الدراهم دون اعتبار للمصلحة الوطنية؛ في وقت تعجز فيه الدولة عن تزويد السوق الوطني بمواد فلاحية حيوية بسبب نذرتها وغلائها في الأسواق العالمية؛ وهو ما حشر بلادنا بين فكي أزمة غذاء وماء غير مسبوقة، لا يمكن تبريرها فقط بتداعيات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا والجفاف…
أمام هذه الأوضاع العامة وتلك الخاصة بالقطاع الفلاحي؛ تقف حكومة الباطرونا عاجزة عن تقديم حلول حقيقية، وطنية وشعبية، على طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تخلق فرص الشغل اللائق لملايين العاطلين وتوقف تهاوي القدرة الشرائية، وتعتمد سياسة فلاحية تخرج الفلاحين الكادحين من دائرة التهميش والفقر، وتقوي مساهمتهم في وضع بلادنا على طريق السيادة الغذائية.
بناء عليه؛ فإننا في الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي رفقة باقي مكونات الحركة النقابية المناضلة، نعتبر مسيرات فاتح ماي مناسبة عمالية وشعبية لفضح السياسات المذكورة، سياسات التفقير والقهر والاستغلال التي أوصلت بلادنا الى حافة الافلاس والتنديد بها؛ ومحطة لتأكيد التطلعات الشعبية نحو الازدهار الاقتصادي وبناء مجتمع الكرامة والحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان للجميع، ويوما نضاليا للتعبير عن استعداد شغيلة القطاع الفلاحي لمواصلة النضال من أجل تحصين مكتسباتها وانتزاع مطالبها المشروعة، وفضح استمرار وزارة الفلاحة في التملص من التزاماتها تجاه الموظفين والمستخدمين والعمال والفلاحين الكادحين، على أرضية الاتفاقات السابقة مع جامعتنا، النقابة الأكثر تمثيلية في القطاع.
وإننا كذلك، إذ نعتبر عيد الشغل أحسن مناسبة للتعبير عن وحدة الطبقة العاملة في مواجهة مستغليها والدفاع عن مطالبها وتطلعاتها؛ فإننا ندعو عموم شغيلة قطاع الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، نساء ورجالا، للمشاركة المكثفة والحماسية في مسيرات فاتح ماي لهذه السنة انطلاقا من مقرات الاتحاد المغربي للشغل مع باقي قواعد مركزيتنا النقابية في الوظيفة العمومية والجماعات الترابية والقطاع الخاص وإلى جانب المواطنات والمواطنين وعموم أصدقاء الاتحاد وحلفاء الطبقة العاملة المخلصين، على امتداد التراب الوطني تحت شعار: “معبؤون ومعبآت للنضال الوحدوي ضد الغلاء، وللحفاظ على مكتسباتنا وتحقيق مطالبنا”.
جميعا في مسيرات فاتح ماي
عاشت الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي
عاش الاتحاد المغربي للشغل
الرباط، في 25 أبريل 2023