التعنت أمام مطالب عاملات وعمال سيكوميك جريمة
التعنت أمام مطالب عاملات وعمال سيكوميك جريمة
تعيش ساكنة مكناس على حدث معركة عاملات وعمال سيكوميك، هذه المعركة التي تواجه فيها العاملات والعمال، الباطرون الذي تنصل من جميع واجباته التي يفرضها القانون الجاري به العمل. وما كان لهذا الباطرون ان يتملص من واجباته وان يسلب العاملات والعمال حقوقهم إن لم يجد الحماية والدعم من أجهزة الدولة الإقليمية والجهوية وحتى من الحكومة ووزاراتها ذات الاختصاص والمسؤولية في حماية حقوق الطبقة العاملة.
إن الباطرون ومعه كل الجهات التي تغطي على خرقه للقانون وانتهاك الحقوق، يراهنون على طول المعركة حتى يتعب ذوو الحقوق ويتسرب إلى نفوسهم اليأس والإحباط، وتفشل وحدتهم وتنهار قواهم، وينسحبوا من ساحة النضال؛ وساعتها يفرض الباطرون شروطه المذلة والمجحفة.
لقد أصبحت معركة سيكوميك جزء من تاريخ الطبقة العاملة المغربية، والذي سطرت فيه آيات الصمود والوحدة وقوة الإرادة في مواجهة الباطرون. لقد تعلم العمال والعاملات درسا سياسيا، وهو انه لا وجود لباطرون معزول في هذه البلاد، انه فرد من طبقة برجوازية استغلالية تحميها دولة، وتشرعن القوانين وتطبق التعليمات خدمة لمصالح البرجوازية، ضدا على حقوق وعرق جبين الطبقة العاملة.
يراهن الباطرون ومعه الأجهزة التي تحميه وتغطي على جرائمه، على طول المعركة في انتظار أن تفشل. إن بقاء الحماس ولحمة الوحدة بين العاملات والعمال مشروط بعامل التضامن بين العمال في نفس المعمل، وبين هؤلاء مع العمال والعاملات في بقية الأحياء الصناعية في المدينة وحتى القطاع على صعيد الإقليم وعلى الصعيد الوطني. إن الباطرونا تعرف وتعلم، أن شرط التضامن ضعيف أو هو شبه منعدم، لان طبقة الباطرونا وجهاز دولتها وجهت سهام قتل روح التضامن بين العمال، وزرعت عوامل التفرقة والتشتت في جسم الطبقة العاملة بدءا من التشتت النقابي إلى كبح تأسيس الحزب المستقل للطبقة العاملة أو تعطيله.
فما هو المطلوب اليوم وبدون تأخير؟ إن العاملات والعمال المعتصمين من اجل حقوقهم المشروعة يعرفون الجواب؛ إنهم مصممون على الصمود. لكن توفير عوامل الصمود أصبح من واجبات القوى المناضلة التي تعي بأن لها مسؤولية تجميع الإمكانات، وحشد التضامن وجعله يرقى لإمداد المعركة بمقومات انتزاع المطالب رغم التضجيات الجسام.
علينا كقوى مناضلة سياسية ونقابية وجمعوية أن نلتحق بمعركة عاملات وعمال سيكوميك، وأن نضع كل ما نستطيعه لحماية المعركة وتحصينها. علينا بفضح هذه الجريمة التي يرتكبها الباطرون بحماية أجهزة الدولة جهويا ومركزيا. علينا أن نحول المعركة إلى شأن يهم ساكنة مدينة مكناس. علينا أن نجعل من التضامن مع هذه المعركة قضية تهم الطبقة العاملة وخاصة في قطاع النسيج وفي جميع الأنشطة المرتبطة به، علينا أن نحشد المساندة الدولية وفضح هذه البرجوازية الطفيلية ببلادنا المسنودة من أجهزة دولة فاشلة. بالتضامن تتقوى صخرة الصمود التي ستتكسر عليها غطرسة الباطرون وتواطؤ الأجهزة التي تحميه وهو يرتكب جريمة هضم حقوق العاملات والعمال.