من وحي الأحداث: التطبيع جريمة سياسية غير قابلة للتبييض
التطبيع جريمة سياسية غير قابلة للتبييض
نظمت القوى المناهضة للتطبيع ببلادنا مسيرة شعبية بالرباط يوم 15 أكتوبر دعما وإسنادا لمعركة “طوفان الأقصى” كانت الاستجابة واسعة جدا لدعوة “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” والتحقت بهذه الدعوة مجموعة القوى السياسية والجمعوية لنصرة فلسطين وهذه المجموعة تستعمل كحصان طروادة تتسرب منه العدالة والتنمية عبر جمعيتها الدعوية.
كان لحضور البيجيدي المقنع والغير مقنع في مسيرة 15 أكتوبر الشعبية مفعول رجعي ومتخلف. لقد رصدت العديد من الممارسات المشينة والتي تشتت أي عمل جدي وتقدمي يمكن للجهة الداعية له ان اقوم به وتحدث من خلاله نوعا من التراكم والتطوير للوعي الجمعي لشعبنا تجاه القضية الفلسطينية لتصبح قضية عادلة يخوض شعبها نضاله الوطني التحرري ضد الاستعمار الصهيوني الامبريالي شعب متعدد المكونات لهويته التي صهرت على مدى أحقاب التاريخ.
رفعت العناصر المنفلتة شعرات غاية في التخلف يعتقد ان الحركة المناضلة ببلادنا تجاوزتها لكن هؤلاء أنصار البيجيدي كانوا يصرون على تمزيق الصفوف وجر الوعي الجمعي إلى الخلف. استغل قادة البيجيدي مثل الرميد والداودي الفرصة للإدلاء بتصريحات وهم يقفون على جنبات المسيرة الشعبية وأمام بناية البرلمان وهم طبها سيتفوهون بكلام يصلح حسب اعتقادهم لدغدغة المشاعر والتغطية على موافقة حزبهم وإمضاءه على وثائق التطبيع التي جرت اخطر أطوارها في عهد توليهم مسؤوليات سياسية في حكومة النظام الرجعي.
هكذا نرى ان داخل جبهة دعم فلسطين ومناهضة التطبيع راي لا يريد ان يضع مسافة لا يمكن تخطيها مع المطبعين امثال البيجيدي وجمعيته الدعوية. يجب طرد هؤلاء بصفة واضحة من صفوف نضالات شعبنا ضد التطبيع ووضع شرط قائم لا يجوز التساهل معه وهو إصدار البيجيدي لبيان سياسي يتراجع فيخ صراحة عن توقيعه على التطبيع ويطلب ويقدم الاعتذار الصريح من الشعب المغربي. مل لم يقم بذلك فلا مكان له بين صفوف المتظاهرين سيرا او وقوفا ضد التطبيع. ويجب أن يفهم حلفاؤه في مجموعة النصرة أن عدم احترام هذا الشرط من شانه أن يوقف أي تنسيق معهم.
لا يمكن النجاح في مناهضة التطبيع بالاعتماد على الحشود وعلى ضخامة الكتلة البشرية الظاهرة في الصورة. إن وقف التطبيع يبدأ بالضرب على يدي المطبعين كلهم ومن دون استثناء بما فيهم البيجيدي وغيره من الأحزاب المخزنية والممخزنة.
مناهضة التطبيع عملية واعية راقية وهي تجسيد لنضال جسم حي يلفظ المطبعين والفيروسات الناقلة له وسط شعبنا او المبررة له فكريا وثقافيا وسياسيا.