من وحي الأحداث: لن نكف من الضرب على الجدران
لن نكف من الضرب على الجدران
كان يكفي أن تجود السماء ببعض الأمطار حتى يظهر الوضع المزري والخطر الداهم الذي يتهدد منكوبي الزلزال. لقد عرت التساقطات الأوليةالأخيرة خواء الخطاب الرسمي والوعود الكاذبة في توفير الإيواء الجيد والضامن للحياة العامية للمنكوبين. لقد تركوالأزيد من شهرين في العراء تحت قيظ الشمس الحارقة وفي غياب أبسط الخدمات من توفير الماء والكهرباء وها هم اليوم عرضة للبرد والسيول والأوحال المحيطة بالخيام البلاستيكية.
إذا تركت الامور على حالها فإن عواقب مخلفات الزلزال ستتفاقم وسنرى تجار الأزمات يتسارعون لينهشوا لحم الضحايا. على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في توفير الإيواء اللازم للضحايا في انتظار إعادة الإعمار. لقد رفضت الدولة إعلان المناطق منكوبة متعللة بكونها قادرة على استيعاب الكارثة، لكن في الواقع ها هي توزع الوعود لا أكثر.
نحن نعلم أن حق الإيواء لن يجيء بالساهل بل يفرض فرضا. ولانتزاعه فلا محيد للمتضررين من الاعتماد على أنفسهم وذلك بتنظيم صفوفهم والتداول في مطالبهم المتعلقة بالإيواء وتشكيل لجانهم وتنسيقياتهم لطرح المطالب وخوض الأشكال النضالية التي يقررونها.
ما هو المطلوب من القوى المناضلة للمساعدة في فرض انتزاع حق الإيواء في هذه الظروف الصعبة والتي ستكون انعكاساتها خطيرة على الأطفال والنساء والعجزة؟ سيكون دور هذه القوى هو التعريف بالواقع كما هو بموضوعية وبأولويات، وسيكون أيضا عبر نقل الصور والإفادات للمتضررين للتعريف بها وطنيا ودوليا لتعرية تقاعس الدولة وفضح قرارها بالامتناع عن إعلان المناطق منكوبة. سيكون من المطلوب أيضا فضح السماسرة والمتاجرين في مآسي المتضررين أو تجار الانتخابات أو العمل الخيري المراد منه التربح الدعوي والسياسي.
إنها فرصة العمل الجماهيري المبني على التضحية والروح الجماعية. ومثل هذا الارتباط بالمتضررين يشكل مدرسة القيم الأخوية الشعبية والتعرف على خصال جماهير شعينا في مغرب أهملته الدولة الاستعمارية ومن بعدها دولة الاستقلال الشكلي. إنللإعلام البديل دور رائد قام به في الساعات الأولى من ليلة 8 شتنبر وعليه أن يستمر فيه اليوم وغدا حتى تحقيق مطالب المنكوبين وضمان استقرارهم وإعادةتأهيل مناطقهم بما يليق بهم كجزء من شعبنا المقاوم.