من وحي الأحداث: الأحزاب السياسية المخزنية كانت حاضنة للفساد ولا زالت

من وحي الأحداث: الأحزاب السياسية المخزنية كانت حاضنة للفساد ولا زالت
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

من وحي الأحداث
العدد 539 من جريدة النهج الديمقراطي


La-Une-VD-539-1209x1627 من وحي الأحداث: الأحزاب السياسية المخزنية كانت حاضنة للفساد ولا زالت

الصفحة الأولى
من جريدة النهج الديمقراطي العدد 539

الأحزاب السياسية المخزنية
كانت حاضنة للفساد ولا زالت

انفجرت فضيحة الاتجار في المخدرات والتي يتابع فيها العديد من الشخصيات الكبيرة تنتمي لعالم الرياضة والسياسة وهي الفضيحة التي تحمل عنوانا مثيرا ” اسكوبار الصحراء”.

بات الملف يتدحرج مثل كرة الثلج والأسماء تتداول والفضيحة تنتشر مثل النار في الهشيم. وقد اعتبرت بعض الأوساط الصحفية أن تسريب بعض معطيات التحقيقات الأولية بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لتناول الموضوع بأسلوب الإثارة وعرضه على الرأي العام. لكن اتضح بان الموضوع بدأ يخرج عن السيطرة وقد يطال الجميع. ولذلك سارعت السلطات المعنية بإصدار بلاغ يحذر من الاستمرار في ترويج أخبار الملف، وأن التحقيق سيطال كل من ساهم في الحملة المشار إليها أعلاه.

يهمنا القول، بأن الملف المثار اليوم ليس إلا حلقة من مسلسل طويل عرفته الساحة المغربية، وستتواصل حلقاته وبدون انقطاع، ولذلك أسباب سياسية واجتماعية هي المسؤولة على هذه الأمراض الاجتماعية. لكن يهمنا أيضا الإشارة إلى منحى بات يتأكد سنة بعد سنة، وهو تورط الأحزاب السياسية المخزنية التقليدية والأحزاب الممخزنة أي تلك الملتحقة مؤخرا بالنخب المخزنية، ونعني بها الأعيان الفاسدون الملتحقون بالاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال.

إن هذه الأحزاب الممخزنة، اختارت المشاركة في المؤسسات الرسمية عبر التحاق شناقة وسماسرة الانتخابات، هؤلاء المدربون على شراء الأصوات وتوظيف الأموال الوسخة في الحصول على المقاعد في البرلمان أو المجالس القروية. إن هذه النخب باتت تشكل فرقا متخصصة في تبييض الأموال عبر المشاركة في العمليات السياسية.

لقد باتت المشاركة في الانتخابات وفي اللعبة السياسية عملية تسمح بإدماج الأحزاب في المنظومة الرسمية السائدة، وبذلك تمت عملية تحويل هذه الأحزاب من أحزاب معارضة تقدمية إلى قوى سياسية تعتمد محترفي السياسة السياسوية، تمكن الأحزاب التي تشتري خدماتها إلى أحزاب تطمح للمشاركة في تسيير الشأن العام وتحصيل المنافع المادية والمعنوية للقيادات والنخب الملتفة حولها. هكذا أفرغت هذه الأحزاب من محتواها النضالي، وفرطت في رصيدها التاريخي، وتحولت إلى كومبارس يؤثث الجوقة الرجعية والطيعة في خدمة مصالح الكتلة الطبقية السائدة.

إن فضيحة الملفات المعروضة أمام القضاء، تبين أن عملية الفرز السياسي داخل هذه القوى السياسية، تتقدم بشكل هام وان تساقط الأقنعة متواصل، وأن فتح طريق التغيير الثوري متواصل، وهذا أمر مفيد لتعمق الوعي الطبقي والشعبي ببلادنا، مما يجعلنا نرى في طي هذا الفساد المعمم بوادر وبارقة الأمل لميلاد غد مشرق أمام شعبنا.

النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 539